كتاب بذل المجهود في إفحام اليهود ت طويلة

طعاما إلا المن. فلما اشتد قرمهم إلى اللحم جاءهم موسى بالسلوى. وهو طائر يشبه السماني1. وخاصيته أن أكل لحمه يلين القلوب القاسية، ويذهب بالخنزوانة2 والقساوة. وذلك أن هذا الطائر يموت إذا سمع صوت الرعد، كما أن الخطاف يقتله البرد، فيلهمه الله عز وجل أن يسكن جزائر البحر التي لا يكون بها مطر ولا رعد إلى انقضاء أوان المطر، فيخرج من الجزائر وينتشر في الأرض. فجلب الله إليهم هذا الطائر لينتفعوا بما في أكل لحمه من الخاصية، وهي تليين القلوب القاسية. وكان قد اشتد قرمهم إلى اللحم، بحيث لم يمنعهم من أكل الفريسة والميتة إلا نزول تحريمها في التوراة3.
__________
1 السماني: طائر صغير لحمه طيب المذاق. ولا يقال سماني بتشديد الياء. الواحدة سُمَانات والجمع: سُمَانيات.
2 الْخُنْزُوانة بوزن الأسطوانة: التكبر. يقال: هو ذو خنزوانات.
3 القَرَم بفتحتين: شدة الشهوة إلى اللحم. وقد قرِم إلى اللحم من باب طرب.
جاء في سفر العدد 11/ 4 - 6: فعاد بنو إسرائيل أيضا وبكوا وقالوا: من يطعمنا لحما؟ قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجانا والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم. والآن قد يبست أنفسنا. ليس شيء غير أن أعيننا إلى هذا المن.
وفي 11/ 18: أن الله قال لموسى: وللشعب تقول: تقدسوا للغد، فتأكلون لحما. لأنكم قد بكيتم في أذني الرب قائلين: من يطعمنا لحما؟ إنه كان خير في مصر.
11/ 31: فخرجت ريح من قبل الرب، وساقت سلوى من البحر، وألقتها على المحلة نحو مسيرة يوم من هنا ومسيرة يوم من هناك حوالي المحلة، ونحو ذراعين فوق الأرض. =

الصفحة 191