كتاب المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق

تعريف ابن دحية (¬1) (633 هـ):
قال ابن دحية رحمه الله: "الحديث الحسن هو: ما دون الصحيح مما فيه ضعفٌ قريبٌ محتملٌ، عن راوٍ لا ينتهي إلى درجة العدالة، ولا ينحط إلى درجة الفسق" (¬2).
¬_________
(¬1) الحافظ عمر بن الحسن بن علي بن محمد الأندلسي، أَبُو الخَطَّاب، ابن دحية الكلبي، وكان بصيرا بالحديث معتنيا به، وكان مع معرفته وحفظه مجازفا في النقل، ويستعمل حدثنا في الإجازة، ومن تصانيفه الكثيرة: (العلم المشهور في فضائل الايام والشهور)، و (نهاية السؤل في خصائص الرسول - صلى الله عليه وسلم -). يُنظر: السيوطي، طبقات الحفاظ، 501، الزِرِكْلي، الأعلام، 5/ 44، كحالة، المؤلفين، 2/ 556.
(¬2) ابن دحية الكلبي، أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب، 133، وذكره ابن حجر في النكت، وذكره الزركشي في نكته على ابن الصلاح - دون عبارة " إلى درجة العدالة، ولا ينحط "- وعزاه لكتاب العلم المشهور لابن دحية.
وقد ماثل تعريفه تعريف ابن الجوزي غير أنه أضاف إليه تحديد حال الراوي، وقد جوّد تعريفه ابن حجر فقال: "وهو جيد بالنسبة إلى النظر في الراوي لكن صحة الحديث وحسنه ليس تابعا لحال الراوي فقط، بل لأمور تنضم إلى ذلك من المتابعات والشواهد وعدم الشذوذ والنكارة، فإذا اعتبر في مثل هذا سلامة راويه الموصوف بذلك من الشذوذ والإنكار كان من أحسن ما عرف به الحديث الحسن الذاتي لا المجبور على رأي الترمذي - والله أعلم." المراجع: ينظر: الزركشي، النكت، 1/ 310، ابن حجر، النكت، 1/ 404 - 405.

الصفحة 152