كتاب المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق

"سمي بذلك لأن الحديث بسقوط واحد يصير مردودا، فإذا سقط منه اثنان أو أكثر كان أمره أشد، فكأن المحدث بهذا الإسقاط أعضله، أي أعياه فلم ينتفع به من يرويه عنه" (¬1)
قال ابن الصلاح: "وهو لقب لنوع خاص من المنقطع، فكل معضل منقطع، وليس كل منقطع معضلا" (¬2).
تلك الأنواع الأربعة السابقة تندرج تحت السقط الظاهر، أما السقط الخفي فيندرج تحته نوعان هما: المُدلّس، والمرسل الخفي (¬3).
والتدليس في اللغة من الدّلَس، وهو الظلمة. (¬4) قال ابن حجر: "واشتقاقه من الدَّلَس بالتحريك، وهو اختلاط الظلام بالنور، سُمِّي بذلك لاشتراكهما في الخفاء". (¬5)
¬_________
(¬1) عتر، منهج النقد، 379.
(¬2) ابن الصلاح، علوم الحديث، 59.
ومثال المعضل من الحديث، - والذي سقط من إسناده راويان أو أكثر على التتالي- بلاغات الإمام مالك -رحمه الله- ومنها ما جاء في الموطأ عن مالك أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((استقيموا ولن تحصوا. واعملوا، عتر، منهج النقد، 379. مالك بن أنس بن مالك الأصبحي، الموطأ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1406 هـ = 1985 م) 1/ 34 ح (36).
(¬3) وسبق الإشارة إليهما في قيد نفي التدليس في فصل الحديث الصحيح.
(¬4) ينظر: الجوهري، الصحاح، 3/ 930. الفيروزآبادي، القاموس، 546.
(¬5) ابن حجر، النزهة، 103. وقال في النكت: "وكأنه أظلم أمره على الناظر؛ لتغطية وجه الصواب فيه." ابن حجر، النكت، 2/ 614.

الصفحة 250