كتاب المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق

بالمسهب المُمِلِّ، وهو مناسب جدا لجمهرة طلبة هذا العلم الشريف، على اختلاف طبقاتهم ومراحلهم العلمية" (¬1).
- ومن المختصرات المشهورة لكتاب ابن الصلاح (اختصار علوم الحديث)، للحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير (ت 774 هـ)، حيث قال في مقدمته:
ولما كان من أهم العلوم وأنفعها أحببت أن أعلق فيه مختصراً نافعاً ... ، وكان الكتاب الذي اعتنى بتهذيبه الشيخ الإمام العلامة، أبو عمر بن الصلاح تغمده الله برحمته - من مشاهير المصنفات في ذلك بين الطلبة لهذا الشأن، ... اختصرت ما بسطه، ونظمت ما فرطه. وقد ذكر من أنواع الحديث خمسة وستين، وتبع في ذلك الحاكم أبا عبد الله الحافظ النيسابوري شيخ المحدثين. وأنا - بعون الله - أذكر جميع ذلك، مع ما أضيف إليه من الفوائد الملتقطة من كتاب الحافظ الكبير أبي بكر البيهقي (¬2)، المسمى (بالمدخل إلى كتاب السنن)، وقد اختصرته أيضاً بنحو من هذا النمط، من غير وكس ولا شطط، والله المستعان، وعليه الاتكال (¬3).
- وممن اعتنى بكتاب ابن الصلاح الإمام سراج الدين، أبي حفص، عمر بن علي الأنصاري، المعروف بابن الملقن (¬4) (ت 804 هـ)، - وهو من شيوخ ابن
حجر العسقلاني- حيث صنّف كتابه (المقنع في علوم الحديث) وهو مختصر من كتاب ابن الصلاح، وقال في مقدمته: "ومن أجمعها كتاب العلامة الحافظ تقي الدين أبي عمرو بن الصلاح - سقى
¬_________
(¬1) ينظر: أبو عاصم الشوامي الأثري من مقدمة تحقيقه لكتاب الخلاصة، للطيبي، 7.
(¬2) أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي، أبو بكر، محدث فقيه من أئمة الحديث. له تصانيف عديدة, منها: (السنن الكبرى) و (السنن الصغرى) و (شعب الإيمان) وغيرها. ينظر: الذهبي, السير، 13/ 363. الصفدي, الوافي بالوفيات, 6/ 219 (503)، كحالة, المؤلفين, 1/ 129.
(¬3) ابن كثير، الاختصار، 24 - 25 باختصار يسير.
(¬4) عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الشافعي، سراج الدين، أبو حفص ابن النحوي، المعروف بابن الملقن: من أكابر العلماء بالحديث والفقه وتاريخ الرجال. له مصنفات عديدة، منها (شرح البخاري) و (التذكرة في علوم الحديث). ينظر: ابن قاضي شهبة, طبقات الشافعية، 4/ 43. السيوطي, طبقات الحفاظ,542. الزركلي, الأعلام, 5/ 57.

الصفحة 40