كتاب البداية والنهاية ط هجر (اسم الجزء: 6)

.. وَمَوَاعِظٌ مِنْ رَبِّنَا نُهْدَى بِهَا
بِلِسَانِ أَزْهَرَ طَيِّبِ الْأَثْوَابِ ... عُرِضَتْ عَلَيْنَا فَاشْتَهَيْنَا ذِكْرَهَا
مِنْ بَعْدِ مَا عُرِضَتْ عَلَى الْأَحْزَابِ ... حِكَمًا يَرَاهَا الْمُجْرِمُونَ بِزَعْمِهِمْ
حَرَجًا وَيَفْهَمُهَا ذَوُو الْأَلْبَابِ ... جَاءَتْ سَخِينَةُ كَيْ تُغَالِبَ رَبَّهَا
. فَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الْغَلَّابِ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ لَمَّا سَمِعَ مِنْهُ هَذَا الْبَيْتَ: «لَقَدْ شَكَرَكَ اللَّهُ يَا كَعْبُ عَلَى قَوْلِكَ هَذَا» .
قُلْتُ: وَمُرَادُهُ بِسَخِينَةَ قُرَيْشٌ، وَإِنَّمَا كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّيهِمْ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ أَكْلِهِمُ الطَّعَامَ السُّخْنَ، الَّذِي لَا يَتَهَيَّأُ لِغَيْرِهِمْ غَالِبًا مِنْ أَهْلِ الْبَوَادِي. فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَيْضًا:
مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ يُمَعْمِعُ بَعْضُهُ ... بَعْضًا كَمَعْمَعَةِ الْأَبَاءِ الْمُحْرَقِ
فَلْيَأْتِ مَأْسَدَةً تَسُنُّ سُيُوفَهَا ... بَيْنَ الْمَذَادِ وَبَيْنَ جِزْعِ الْخَنْدَقِ

الصفحة 120