كتاب بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد ت الدسوقي

اللهِ الأوطارَ والأوطانَ ولم يعاوِدوها بعد وداعِها، وحفظوا على أتباعِهم أقوالَه وأفعالَه وأحوالَه حتّى أمِنَتْ بهم السُّننُ الشَّريفةُ من ضياعِها (¬١).
فهذا كتاب «بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد» للقاضي عياض بن موسى اليحصبي (ت: ٥٤٤ هـ) أعيد تحقيقه بعد ما طبع من قِبلِ وزارة الأوقاف المغربية ١٩٧٥ م، وقد كان على هذه الطبعة كثيرٌ من المؤاخذات، ثم طُبع طبعة أخرى من قبل دار أضواء السلف المصرية سنة ٢٠٠٨ م اتّبعت في ضبط نصها الطبعةَ المغربية حذو القذة بالقذة وقد قابل محققُها سعد عبد الغفار علي المطبوعة على نسخة خطية مكتوبة في القرن الحادي عشر الهجري وقد وقع- في نسخته هذه كما ذكر في مقدمة طبعته (ص: ١٣) - كثير من التصحيفات والسقط، فاستدرك ذلك من النسخة المطبوعة! فلم يُستفد من عمله في ضبط نص المؤلف شيء غير أنه زين طبعته ببعض التخريجات، والتوثيقات وفاته الأكثر منها.
ثم إني وقفت على نسخ خطية لم تعتمد في الطبعتين فأحببت أن أخرج الكتاب إخراجًا علميًّا أراعي فيه ضبط نص الكتاب ضبطًا متينًا بحيث يخرج إلى أقرب صورة أرادها مؤلفه - رحمه الله -، ثم خدمته في الحواشي بتخريج أو توثيق أو تعليق.
ومن ثم، فكان النقد أثناء عملي في الكتاب للطبعة المغربية ولم أشر لطبعة أضواء السلف لَمَّا رأيتها تابعة لها فكان الأصل أولى من الفرع بالتعليق.
_________
(¬١) مقتبس من مقدمة الحافظ ابن حجر العسقلاني لكتاب «فتح الباري» (١/ ٣).

الصفحة 6