كتاب بحوث ومقالات في اللغة

رضي الله تعالى عنهما، عن معنى ألفاظ معينة من القرآن الكريم، فيفسرها للناس، ويستشهد على تفسيرها بأبيات من الشعر العربي. وقد جمعت هذه الأسئلة وإجاباتها في كتاب مستقل، باسم: "سؤالات نافع بن الأزرق"، ونشرها الدكتور إبراهيم السامرائي، ببغداد سنة 1968م، كما ذكرها جلال الدين السيوطي، في النوع السادس والثلاثين من كتابه: "الإتقان في علوم القرآن"1.
ويمكننا لذلك أن نعد تفسير ابن عباس للقرآن الكريم على هذا النحو، نواة للمعاجم العربية، فقد بدأت الدراسة في هذا الميدان من ميادين اللغة، بالبحث عن معاني الألفاظ الغربية في القرآن الكريم، ولذلك نجد التآليف الأولى في المعاجم، كانت تحمل اسم: "غريب القرآن". وأقدم مؤلف يحمل هذا الاسم، هو لأبي سعيد أبان بن تغلب بن رباح البكري، المتوفى سنة 141هـ2.
وخلص اللغويون العرب من ذلك شيئا فشيئا، إلى دراسة ألفاظ الشعر، واستخراج معانيها، على غرار ما في كتاب "المعاني الكبير" لابن قتيبة الدينوري، المتوفى سنة 276هـ، كما ساح الرعيل الأول من اللغويين في الجزيرة العربية، يجمعون اللغة من أفواه العرب، فقد روي عن الكسائي المتوفى سنة 189هـ، أنه أنفد خمس عشرة قنينة حبر، في الكتابة عن العرب، سوى ما حفظ3.
__________
1 وانظر بعضها في الكامل للمبرد 3/ 222-228 وإيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري 76-98.
2 انظر: معجم الأدباء 1/ 108.
3 انظر: إنباه الرواة 2/ 258.

الصفحة 142