كتاب بحوث ومقالات في اللغة

تصحيفا لكلمة: "الفناء" وهو: الهلاك، الموجود في المعنى الثاني، الذي ذكره.
7- عدم المنهجية في ترتيب مفردات المادة الواحدة، فيتحتم على المرء في كثير من الأحيان، أن يقرأ المادة كلها، للعثور على بغيته، إذ يلزم أن تقرأ عشر صفحات، في مادة عرف، إذا كنت تبحث مثلا عن معنى كلمة: "معرفة الفرس" وما شابه ذلك.
هذه هي أبرز العيوب في هذا القطاع اللغوي في العربية. وفي مقدورنا بالطبع التغلب على هذه العيوب، إذا أعدنا النظر مرة أخرى في معاجمنا اللغوية، فصفيناها من الحشور والتكرار، وفصلنا بين مستوى الفصحى واللهجات القديمة، في ألفاظها ومدلولاتها، ورتبنا كلمات المادة الواحدة ترتيبا منهجيا صارما، وأعدنا استقراء النصوص القديمة من جديد، لنخلص هذه المعاجم مما فيها من تحريف أو تصحيف، أو مواد هي من صنع اللغويين، ولم تجر بها ألسنة العرب القدماء.
هذا، ويعمل مجمع اللغة العربية بالقاهرة، على إخراج معجم كبير للغة العربية، مستخدما المعاجم العربية، التي وصلت إلينا، إلى جانب كتب الأدب واللغة، ودواوين الشعراء. وقد اتبع في تأليفه منهجا صارما، تغلب فيه على شيء من العيوب السابقة. وقد خرج الجزء الأول من هذا "المعجم الكبير" خاصا بحرف الهمزة، وطبع بمطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة 1970م، كما طبع الثاني الخاص بحرف الباء سنة 1981م، وهو جهد يتطلب الكثير من الوقت، وتعاون المتخصصين في هذا الميدان.

الصفحة 150