كتاب بحوث ومقالات في اللغة

تسحب اسكانر
أحمد عبد الغفور عطار في كتابه: الفصحى والعامية "ص28" والدكتور إبراهيم السامرائي في كتاب: العربية بين أمسها وحاضرها "ص22".
وخلاصة القول أن الباحث إذا وجد في المصادر الثانوية ما يحتاجه، فعليه أن يرجع به إلى المصادر الأصلية، ليتحقق من صحته. وقد عودتني التجارب الكثيرة أن العودة إلى المصادر الأصلية ضرورية جدا؛ لأن كثيرا من هذه المصادر الثانوية، قد تسيء فهم المصدر الأصلي أحيانا، أو يصيبها التصحيف والتحريف أحيانا أخرى.
وسأضرب هنا بعض الأمثلة من تجاربي في بحوثي المختلفة:
فقد رأيت في كتاب: "رابين" عن اللهجات القديمة في غربي الجزيرة العربية النص التالي1: "The dialect of Kab'za "sic is reported to have"
Pronounced saq instead of saq "leg" Mukhassas. 52".
وترجمته: "يُروى عن قبيلة كبعز أنها كانت تنطق: سأق بدلا من ساق "المخصص 2/ 52".
وكان من الممكن أن اقتبس هذا النص، للاستشهاد به على أنه إلى جانب قبيلة طيئ، توجد قبيلة أخرى تسمى قبيلة "كبعز" تهمز الكلمات التي لا تستحق الهمز أصلا، وهو ما يسمى لدى علماء الغرب:
Hyperurb anismus: أو Overcorr ectness وأسميه أنا بالحذلقة أو المبالغة في التفصح2، فإن الإحساس بأن نطق كلمة: "راس" أو "ياكل" أو غيرهما، نطق عامي يقابل النطق الفصيح: "رأس" و"يأكل" هذا
__________
1 Rabin, Ancient west , p 202
2 انظر: التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانيه 79-84 ولحن العامة والتطور اللغوي.

الصفحة 194