كتاب بحوث ومقالات في اللغة

لابن خالويه، فيقول في باب: معرفة الأشباه والنظائر1: "هذا نوع مهم ينبغي الاعتناء به، فبه تعرف نوادر اللغة وشواردها، ولا يقوم به إلا مضطلع بالفن واسع الاطلاع، كثير النظر والمراجعة. وقد ألف ابن خالويه كتابا حافلا، في ثلاثة مجلدات ضخمات، سماه: كتاب ليس، موضوعه: ليس في اللغة كذا إلا كذا. وقد طالعته قديما. وانتقيت منه فوائد، وليس هو بحاضر عندي الآن. وأنا أذكر إن شاء الله في هذا النوع، ما يقضي فيه الناظر العجب، وآت فيه ببدائع وغرائب، إذا وقع عليها الحافظ المطلع، يقول: هذا منتهى الأرب".
وهذا أحد المواضع التي يظهر فيها أسلوب السيوطي، في التقديم لأبواب المزهر المختلفة. أما الفوائد التي انتقاها من كتاب: "ليس" لابن خالويه قديما، فتظهر منثورة هنا وهناك في المزهر، ومنها في أحد المواضع اثنتا عشرة صفحة، قال في آخرها: "هذا آخر المنتقى من كتاب ليس لابن خالويه"2.
وبعض مصادر "المزهر" كانت عند السيوطي بخطوط مؤلفيها، فقد ذكر أنه رأى تاريخ حلب للكمال بن العديم بخطه3، كما كانت عنده تذكره الشيخ تاج الدين بن مكتوم القيسي بخطه4، وكانت عنده ثلاثة كتب للنجيرمي كلها بخطه، وهي: التعليق5، والفوائد6،
__________
1 المزهر 2/ 3.
2 المزهر 2/ 78-90.
3 المزهر 2/ 225.
4 انظر: المزهر 1/ 275، 1/ 421.
5 المزهر 1/ 382.
6 المزهر 2/ 304.

الصفحة 212