كتاب بحوث ومقالات في اللغة

والنوادر1، كما نقل "من خط الشيخ بدر الدين الزركشي في كراسة له سماها: عمل من طب لمن حب"2.
وتبلغ نسبة النصوص المنقولة عن كتب مفقودة، في "المزهر" حوالي 40% من حجم الكتاب. ومن هنا تبدو قيمة كتاب "المزهر" للسيوطي، الذي حفظ لنا نصوصا كثيرة، ضاعت أصولها ولم تصل إلينا. وهو في مثل هذه النصوص، يعد مصدرا أصيلا في البحث العلمي.
وتختلف معاملة السيوطي لمصادره من مؤلف إلى مؤلف، فهو أحيانا ينقل نقلا حرفيا ما أمامه من نصوص في مصادره، مثلما ذكرناه من قبل، من نقله الفصلين الرابع والخامس من كتاب: "لمع الأدلة" لابن الأنباري، بالحرف الواحد.
وأحيانا يتصرف، ويقدم ويؤخر، ويحذف ويختصر، كما فعل في باب: "الأضداد"3 الذي نقله من كتاب: "الغريب المصنف" لأبي عبيد القاسم بن سلام، فإننا إذا طالعنا هذا الكتاب الأخير، رأينا أبا عبيد يروي في باب الأضداد منه عن أبي زيد، ثم عن اليزيدي، ثم عن أبي زيد مرة ثانية، ثم عن الأصمعي، ثم عن أبي عبيدة، ثم عن الكسائي، ثم عن أبي زيد مرة ثالثة، ثم عن الكسائي مرة ثانية، ثم عن الأموي، ثم عن الأصمعي مرة ثانية، ثم عن أبي عبيدة مرة ثانية، ثم عن أبي عمرو، ثم عن أبي عبيدة مرة ثالثة، ثم عن الأحمر، ثم عن الأصمعي مرة ثالثة، ثم عن أبي عبيدة مرة رابعة، ثم عن
__________
1 المزهر 2/ 291.
2 المزهر 2/ 366.
3 المزهر 1/ 389-391.

الصفحة 213