كتاب بحوث ومقالات في اللغة

الأصمعي مرة رابعة، ثم عن أبي عبيدة مرة خامسة، ثم عن الكسائي مرة ثالثة. وهكذا ينتهي الباب.
أما السيوطي، فإنه جمع آراء كل عالم بعضها إلى بعض، فبدأ بأبي زيد، فالأصمعي، فأبي عبيدة، فالكسائي، فالأموي، فأبي عمرو، فالأحمر. أما أبو عبيدة فإنه كان -فيما يبدو- يدون في غريبه المصنف، ما سمعه من شيوخه، حسبما كان يقع إليه هذا المسموع يوما بعد يوم. هذا إلى أن السيوطي، حذف كلام اليزيدي، والشواهد الشعرية المختلفة، التي يمتلئ بها الغريب المصنف، في هذا الباب.
وبعد ... فماذا للسيوطي في كتابه: "المزهر"؟ إن له أولا فضل جمع الجزئيات الصغيرة من هنا وهناك، في الموضوع الذي يكتبه. وهو يعزو كل قول إلى صاحبه في أمانة علمية فائقة. وإذا كانت تلك عادته في كل نقوله هنا وهناك. فإننا لا ندري السر الذي جعله يجهّل مصدره في تلك المواضع القليلة جدا في كتابه، كقوله مثلا: "وقال بعضهم"1، أو: "وفي بعض المجاميع"2 أو: "قال أهل الأصول"3، أو: "قال المعري في بعض كتبه"4، أو: "قال صاحب زاد المسافر"5 أو: "رأيت لهذه الأبيات شرحا في كراسة"6.
__________
1 المزهر 1/ 94، 1/ 274، 2/ 286، وفي الموضع الأخير ذكر السيوطي قصيدة توجد في المقامة السادسة والأربعين من مقامات الحريري، وهي المقامة الحلبية. ولا ندري السر في إغفاله مصدره هنا؟!
2 المزهر 2/ 368.
3 المزهر 1/ 368، 1/ 387، 1/ 405.
4 المزهر 2/ 105.
5 المزهر 1/ 351.
6 المزهر 1/ 380.

الصفحة 214