كتاب بحوث ومقالات في اللغة

ولم يخل كتاب: "المزهر" بالإضافة إلى هذا الجمع الدءوب، والترتيب المعجب الرائق، من خطرات هنا وهناك للمؤلف تعزى إليه وحده، وهي في بعض الأحيان رأي له، واجتهاد وصل إليه بثاقب فكره، وطول خبرته باللغة.
فهو يدخل أحيانا بجمل اعتراضية، تفسر مبهما، أو تشرح غامضا، أو تضيف جديدا، كقوله مثلا: "وقال ابن جني في الخصائص -وكان هو وشيخه أبو علي الفارسي معتزليين"1 وتوضيحه اسم إسماعيل بن القاسم البغدادي، بأنه "هو أبو علي القالي"2، وتعليقه على تعليم آدم للملائكة أسماء الأشياء، بأن "في هذا فضيلة عظيمة، ومنقبة شريفة لعلم اللغة"3، ووصفه الراغب الأصفهاني بأنه "من أئمة السنة والبلاغة"4، وتعليقه على قول السيرافي إن الخليل بن أحمد عمل أول كتاب العين، بأن "هذه العبارة من السيرافي صريحة في أن الخليل لم يكمل كتاب العين، وهو الظاهر لما سيأتي من نقل كلام الناس في الطعن فيه، بل أكثر الناس أنكروا كونه من تصنيف الخليل"5.
وليست كل تعليقات السيوطي على هذا النحو من الاختصار.
وهذه تعليقه طويلة، يعرفنا فيها بقراءته لكتاب: "استدراك الغلط الواقع في كتاب العين للزبيدي"، ويذكر لنا محتواه، فيقول: "قلت: وقد طالعته إلى
__________
1 المزهر 1/ 10.
2 المزهر 1/ 83.
3 المزهر 1/ 30.
4 المزهر 1/ 201.
5 المزهر 1/ 76.

الصفحة 215