كتاب بحوث ومقالات في اللغة

"قلت: معاذ الله! هو بريء مما رمي به. ومن طالع الجمهرة رأي تحريه في روايته، وسأذكر منها في هذا الكتاب ما يعرف منه ذلك. ولا يقبل فيه طعن نفطويه؛ لأنه كانت بينهما منافرة عظيمة ... وقد تقرر في علم الحديث أن كلام الأقران في بعضهم لا يقدح"1.
وكذلك رد على الفخر الرازي، حين ذكر أن أهل اللغة أهملوا البحث عن أحوال اللغات ورواتها جرحا وتعديلا، فقال: "وأقول: بل الجواب الحق عن هذا، أن أهل اللغة والأخبار، لم يهملوا البحث عن أحوال اللغات، ورواتها جرحا وتعديلا، بل فحصوا ذلك وبينوه، كما بينوا ذلك في رواة الأخبار. ومن طالع الكتب المؤلفة في طبقات اللغويين والنحاة وأخبارهم وجد ذلك. وقد ألف أبو الطيب اللغوي كتاب: مراتب النحويين، بين فيه ذلك، وميز أهل الصدق من أهل الكذب والوضع"2.
وحين قال أبو الطيب في هذا الكتاب، عن أبي عبيد القاسم بن سلام: "ولا نعلمه سمع من أبي زيد شيئا"، رد عليه السيوطي فقال: "قلت: قد صرح في عدة مواطن من الغريب المصنف بسماعه منه"3.
وتبدو سعة علم السيوطي، حين يهمل مصدره تفسير شيء ما، فيعثر عليه السيوطي مفسرا في كتاب آخر فيذكره، كقوله مثلا: "وقال ابن ولاد في المقصور والممدود، عُشُورا، بضم العين والشين. زعم سيبويه أنه لم يعلم في الكلام شيء على وزنه، ولم يذكر تفسيره ... قلت: ذكر القالي في
__________
1 المزهر 1/ 93-94.
2 المزهر 1/ 120.
3 المزهر 2/ 412.

الصفحة 217