كتاب بحوث ومقالات في اللغة

قال: الرسو أن يقال للصقر: زقر، ولسقر: زقر، وللصراط: زراط، وللصقعب: زقعب ... قال: وسمعت أبا أسماء وغير واحد من طيئ يقولون: اللهم إنا نعوذ بك من شر زقر. وهذا كلام معد، فلذلك قال: لا أتمعدد"1.
ومع أن حاتما الطائي ينفي هذه الظاهرة عن نفسه -إن صح تفسير ابن الكلبي للبيت- فقد روي أنه هو نفسه قد قلب الصادر زايا، في حكاية رواها لنا مؤرج السدوسي، فقال: "وكانت عنزة أسروا حاتم طيئ، فغزت رجالهم، وتُرك مع النساء والضعفة من الرجال، فقالوا له: افصد لنا، فقام إلى ناقة فعقرها، فقالوا له: أهكذا الفصد؟ وأوجعوه ضربا. قال: هكذا فزدي أنه، يريد: فصدى أنا"2.
ويقيد أبو الطيب اللغوي، انقلاب الصادر زايا في لغة طيئ، بسكونها؛ إذ يقول: "ويقال: هي المزدعة والمصدغة، للمخدة. وطيئ تقلب كل صاد، ساكنة زايا. قال الأصمعى: كان حاتم الطائي أسيرا في عنزة، فجاءته النساء بناقة ومفصد، وقلن له: افصد هذه الناقة، فأخذ المفصد فلتم في سبلتها، أي نحرها، وقال: هكذا فزدي أَنَهْ، أي: فصدى أنا"3.
__________
1 ديوان حاتم ق3 / 1 ص5 ولا وجود للرسوم والتمعدد بهذا المعنى في المعاجم العربية!
2 كتاب الأمثال لمؤرج 51 وفي المثل: لم يحرم من فزدله، يعنون: من فصد له ذراع البعير، وكانوا يفعلون ذلك عند المجاعات، ويطبخون الدم ويأكلونه. انظر: لحن العوام للزبيدي 194.
3 الإبدال لأبي الطيب 2/ 126.

الصفحة 236