كتاب بحوث ومقالات في اللغة

وقد رويت لنا بعض أبيات الشعر، وفيها هذه الظاهرة، بلا نسبة لشاعر معين، فيمكن لذلك أن تكون لبعض الطائيين أو لغيرهم، فمن ذلك قول الشاعر:
ألا ليت عمي يوم فرق بيننا ... سُقَا السم ممزوجا بشب يماني1
وقول لآخر:
لم تلق خيل قبلها ما قد لَقَتْ ... من غب هاجرة وسير مسأد2
وقول امرأة:
يا من بمقلته زُهَا الدهر ... قد كان فيك تضاءل الأمر3
وبعض شعراء طيئ كانوا يحرصون على طريقة العربية الفصحى في هذه الظاهرة، فلا يقبلون الياء ألفا، إلا إذا فتح ما قبلها، كحاتم الطائي الذي يقول:
كريم لا أبيت الليل جاذ ... أعدد بالأنامل ما رزيت
إذا ما بت أشرب فوق ريي ... لسكرت في الشراب فلا رويت
إذا ما بت أختل عرس جاري ... ليخفيني الظلام فلا خفيت
أأفضح جارتي وأخون جاري ... معاذ الله أفعل ما حييت4
كما يقول كذلك:
تبع ابن عم الصدق حيث لقيته ... فإن ابن عم السوء إن سر يُخلف5
__________
1 جمهرة اللغة 1/ 32 وتثقيف اللسان 271.
2 المحكم لابن سيده 6 / 312 واللسان "لقا" 20/ 120 وانظر اللسان "سأد" 4/ 184.
3 سمط اللآلي 1/ 162.
4 ديوانه ق36 ص21.
5 ديوانه ق27/ 2 ص22.

الصفحة 241