كتاب بحوث ومقالات في اللغة

وقد وردت هذه الظاهرة في شعر امرئ القيس كذلك في قوله:
رب رامٍ من بني ثغل ... مخرج كفيه من ستره
عارض زوراء عن نشم ... غير باناة على وتره1
يريد: غير بانية. والبانية من القسي، التي لصق وترها بكبدها حتى كاد ينقطع وترها في بطنها من لصوقة بها، وهو عيب فيها.
ويبدو حرص حاتم الطائي على استخدام العربية الفصحى مرة أخرى، في قوله:
يا كعب إنا قديما أهل رابية ... فينا الفعال وفينا المجد والخير2
4- ألف المقصور ياء:
روي لنا عن قبيلة طيئ أنهم كانوا يقولون في مثل: أَفْعَى وحُبْلَى، وغيرهما مما ينتهى في العربية الفصحى بالألف المقصورة، أَفْعَيْ وحُبْلَيْ، بالياء في الوقف والوصل. ويشارك طيئا فزارة وناس من قيس، في هذه الظاهرة في الوقف فقط، قال سيبويه: "قول بعض العرب في أَفْعَى: هذه أَفْعَىْ، وفي حُبْلَى: هذه حُبْلَيْ وفي مُثَنَّى: هذا مُثَنَّيْ، فإذا وصلت صيرتها ألفا، وكذلك كل ألف في آخر الاسم. حدثنا الخليل وأبو الخطاب أنها لغة لفزارة وناس من قيس، وهي قليلة: فأما الأكثر والأعرف فأن تدع الألف في الوقف على حالها، ولا تبدلها ياء، فإذا وصلت استوت اللغتان ... وأما طيئ فزعموا أنهم يدعونها في الوصل على حالها في الوقف"3.
__________
1 ديوانه ق17/ 2 ص123 ومقاييس اللغة 1/ 302 والمخصص 6/ 39.
2 ديوانه ص6.
3 كتاب سيبويه 2/ 287.

الصفحة 243