كتاب بحوث ومقالات في اللغة

كما قال رجل من طيئ أدرك الإسلام:
فإن بيت تميم ذو سمعت به ... فيه تنمت وأرست عزها مضر1
وقد وردت هذه الظاهرة كذلك في شعر رجل من بني أسد "وقبيلة أسد تجاور طيئا" وهو منظور بن سحيم الفقعسي الأسدي، في قوله:
فإما كرام موسرون أتيتهم ... فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا2
كما وردت هذه الظاهرة أيضا في أمثال قبيلة طيئ، نحو قولهم: "أتى عليهم ذو أتى"3، أي: أتى عليهم الذي أتى على الناس، وهو الموت.
وجاءت كذلك في قول زيد الخيل الطائي لبني فزارة، وذكر عامر بن الطفيل: "إني أرى في عامر ذو ترون"4. ويروي الجاحظ عن الأصمعي أنه قال: "قال أبو سليمان الفقعسي لأعرابي من طيئ: أبامرأتك حمل؟ قال: لا وذو بيته في السماء، ما أدري! والله ما لها ذنب تشتال به، وما آتيها إلا وهي ضبعة"5.
كما وردت "ذو" الموصولة أيضا، على لسان "حذيفة بن سور العجلاني" حين قابل الأصمعي، فسأله من هو؟ قال الأصمعي: أنا عبد الملك بن قريب الأصمعي. فقال حذيفة: ذو يتتبع الأعراب، فيكتب ألفاظهم؟ "6.
__________
1 نوادر أبي زيد 61 والكامل للمبرد "3/ 217 والأزهية للهروي 303 وأمالي ابن الشجري 2/ 305 وصدره في لسان العرب "الألف اللينة 20/ 348 وتهذيب اللغة 15/ 45.
2 شرح المفصل لابن يعيش 3/ 148 ومعجم الشعراء 282 والدرر اللوامع 1/ 59 وشرح التصريح 1/ 137.
3 انظر: مجمع الأمثال للميداني 1/ 45 ونوادر أبي مسحل 2/ 462 ولسان العرب "الألف اللينة" 20/ 348 وتهذيب اللغة 15/ 45.
4 انظر: الكامل للمبرد 3/ 219 وعنه في ديوان زيد الخيل الطائي 107.
5 البيان والتبيين 2/ 81 وانظر كذلك: لسان العرب "ضبع" 10/ 85.
6 المزهر للسيوطي 2/ 308.

الصفحة 255