كتاب بحوث ومقالات في اللغة

دخل ظفار حمر، أي تكلم بالحميرية. وقوله: عربيت، يريد: العربية، فوقف على الهاء بالتاء، وكذلك لغتهم"1.
وقد حدث ذلك أيضا في كثير من المؤنثات العربية، التي دخلت اللغة التركية، ولذلك كتبها الأتراك بالتاء المفتوحة، ومنها كثير من الأعلام العربية، التي جاءتنا من تركيا بصورتها الجديدة، مثل: طلعت، وعزت، وألفت، وقسمت، ونعمت، وحشمت، ومدحت، وعفت، وبهجت، وعصمت، وشوكت، ومرفت، وثروت، وغيرها.
فهذه الأعلام ليست في الحقيقة، إلا الصورة التركية، للمصادر والأسماء العربية التالية: طلعة، وعزة، وألفة، وقسمة، ونعمة، وحشمة، ومدحة، وعفة، وبهجة، وعصمة، وشوكة، ومرفة، وثروة، ونحوها.
غير أن المصادر العربية، تروي لنا كذلك أن قبيلة طيئ، كانت تقف على تاء جمع المؤنث السالم وما يماثلها بالهاء، وهذا ما يحكيه قطرب عنهم2، فقد سمع بعضهم يقول: "دفن البناه من المكرماه" يريد: دفن البنات من المكرمات، ويقول: "كيف الإخوة والأخواه" يريد: كيف الإخوة والأخوات. ومثل ذلك أيضا قولهم: "هيهاه" و"أولاه" في: هيهات وأولات3.
__________
1 لسان العرب "وثب" والخصائص 2/ 28 وإصلاح المنطق 162 والمخصص 16/ 84.
2 انظر: الممتع 1/ 402 وشرح التصريح 2/ 343 وشرح ابن يعيش للمفصل 10/ 45.
3 انظر: شرح الأشموني 4/ 214 وهمع الهوامع 2/ 209 والممتع 1 402 وشرح التصريح 2/ 343.

الصفحة 260