النون من "من" و"عن" عند الألف واللام، لالتقاء الساكنين، وحذفها من "من" أكثر من حذفها من "عن"؛ لأن دخول "من" في الكلام أكثر من دخول "عن"1.
ومن أمثلة ذلك2، قول ابن ميادة:
وما أنس مِلْأشياء لا أنس قولها ... وأدمعها يذرين حشو المكاحل3
وقد كثر ذلك في شعر عمر بن أبي ربيعة، فمن ذلك قوله:
فلم أنس مِلْأشياء لا أنس نظرتي ... إليها وتربيها ونحن لدى سلع4
وقوله:
فما أنس مِلْأشياء لا أنس موقفي ... وموقفها وهنا بقارعة النخل5
وقوله:
وما أنس مِلْأشياء لا أنس مجلسا ... لنا مرة منها بقرن المنازل6
وقوله:
فملآن لمت النفس بعد الذي مضي ... وبعد الذي آلت وآليت من قسم7
وقوله:
فملآن يثن الصبر نفسي أوتمت ... إذا انبت حبل من حبالك فانقضب8
__________
1 لسان العرب "من" 17/ 312.
2 انظر أمثلة أخرى كثيرة في معجم تيمور الكبير 1/ 167.
3 شرح المرزوقي للحماسة ق551/ 1 ص1355 وشرح المضنون 252 والحماسة البصرية 2/ 110.
4 ديوانه "نشر شفارتس" ق56/ 8 ص50.
5 ديوانه "نشر شفارتس" ق168/ 3 ص122
6 ديوانه "نشر شفارتس" ق177/ 4 ص127.
7 ديوانه "نشر شفارتس" ق83/ 9 ص67
8 ديوانه "نشر شفارتس" ق252/ 4 ص174