كتاب برنامج التجيبي

والسني بضم السين المهملة وبالنون، والحصري بضم الحاء المهملة وسكون الصاد المهملة أيضًا والدوني بضم الدال اليابسة وسكون الواو وكسر النون، وبوان بفتح الباء الموحدة وتشديد الواو وفتحها، وآخره نون، والكسار بفتح الكاف والسين المهملة المشددة وبعد الألف راء، والجنزي بفتح الجيم وسكون النون وكسر الزاي، وبالله التوفيق.
وهذا الكتاب أيضًا أحد الكتب المعتمدة المشتهرة لأئمة الحديث رحمهم الله تعالى، وقد انتقاه مصنفه، وانتقي رجال إسناده، فكان يترك الإسناد العالي إذا وقع في قلبه منه شيء، ويأتي بالإسناد الذي ليس في قلبه منه شيء وإن كان نازلًا.
قرأت فيما وجدت من تاريخ الحافظ أبي القاسم ابن عساكر لمدينة دمشق حرسها الله تعالى ورحمة في ترجمة أبي عبد الرحمن النسوي المذكور قال: عزم على جمع كتاب السنن، فاستخرت الله تعالى في الرواية عن شيوخ كان في القلب منهم بعض الشيء فوقعت الخيرة على تركهم، فنزلت في جملة من الحديث كنت أعلو فيها عنهم، وروي عن الحافظ أبي عبد الله الحاكم رحمه الله تعالى أنه قال: من نظر في كتاب السنن للنسوي تحير من حسن كلامه.
وأنبأنا الفاضل النحوي اللغوي الحافظ أفضل الدين أبو جعفر بن يوسف بن علي الفهري رحمه الله، وغيره , عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل الأونبي، قال: قال أبو مروان الطبني، حدثنا يونس بن عبد الله القاضي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن معاوية , قال: حدثنا عبد الرحيم المكي، وكان شيخنا من مشائخ مكة من رواة الحديث المتقدمين، قال: صنف النسائي أشرف المصنفات كلها، وما وضع في الإسلام مثله، وكان يونس هذا بفصله على كتاب البخاري، واحتج بأن قال: من صرح باشتراط الصحة , فقد جعل للجدل موضعًا فيها أدخل، وجعل لمن لم يستكمل الإدراك سببًا إلى الطعن على ما لم يدخل.

الصفحة 116