كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف

{وَلَمَّا} ظرف مضاف (¬1) إلى {دَخَلُوا} , {عَلَى يُوسُفَ} متعلق بـ {دَخَلُوا} , {آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ} جواب لما وهو العامل في لما (¬2) وهو فعل رباعي ألفه ألف قطع, وزنه أفعل, {أَخَاهُ} , نصب بـ {آَوَى} , {إِلَيْهِ} متعلق بـ {آَوَى} يقال: أوى فلانٌ فلاناً, إذا ضمه إليه (¬3) , وآواني موضع كذا, وفلان يأوي إيواء إذا فعل ذلك, وآوى بالقصر أويّاً, لجأ إليه (¬4)، {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ} مستأنف لوقوعه بعد القول, ويجوز أن يكون {أَنَا} فاصلة, و {أَخُوكَ} الخبر, ويجوز أن يكون {أَنَا} رفعا بالابتداء, و {أَخُوكَ} خبر {أَنَا} , والجملة خبر {إِنِّي} , {فَلَا تَبْتَئِسْ} الفاء جواب ما أخبر به من الإخوة و"لا" نهي, وتبتأس تفتعل من البؤس يقال ابتأس يبتئس ابتئاساً وهو الحزن والابتئاس والاكتئاب والاغتمام نظائر في اللغة (¬5).
{بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الباء متعلقة بـ {تَبْتَئِسْ} , وما بمعنى الذي, {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ} لما نظير ما تقدم, {بِجَهَازِهِمْ} متعلق بـ {جَهَّزَهُمْ} , {جَعَلَ السِّقَايَةَ} جواب "لما", و {السِّقَايَةَ} نصب بـ {جَعَلَ} , {فِي رَحْلِ أَخِيهِ} , {فِي} متعلقة أيضا بـ {جَعَلَ} , {أَيَّتُهَا الْعِيرُ} نداء مفرد, و {الْعِيرُ} نعت لأي والتقدير: يا أيتها العير, {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} مستأنف, {عليهم} متعلق بـ {أقبلوا} , {مَاذَا تَفْقِدُونَ} ما استفهام في موضع رفع بالابتداء, وذا بمعنى: الذي {تَفْقِدُونَ} في صلة الذي, وذا
¬_________
(¬1) كلمة مضاف في حاشية الصفحة وبعدها كلمة "العامل" ضرب عليها الناسخ.
(¬2) ابن عطية، مرجع سابق، 3/ 271. فخر الدين الرازي، مرجع سابق، 18/ 486. أبو حيان، مرجع سابق، 6/ 302.
(¬3) الفراهيدي، العين، مرجع سابق، 8/ 437. ابن دريد، مرجع سابق، 1/ 250. الجوهري، مرجع سابق، 6/ 2274.
(¬4) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مرجع سابق، 1/ 151. الفيومي، مرجع سابق، 1/ 32. الزبيدي، مرجع سابق، 37/ 114.
(¬5) ابن منظور، مرجع سابق، 6/ 21. الزبيدي، مرجع سابق، 15/ 434.

الصفحة 262