كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف

{فَهُوَ جَزَاؤُهُ} وإن شئت بمعنى الذي, والذي يعود على المبتدأ الأول {جَزَاؤُهُ} الثاني, والتقدير: فهو هو وأظهر الضمير كما أنشد سيبويه (¬1):
لا أرَى المَوْتَ يَسْبِقُ الموتَ شَيءٌ ... نَغَّصَ المَوْتُ ذا الغِنى والفَقِير (¬2)
ولم يقل (¬3) سبقه ويجوز أن يكون {جَزَاؤُهُ} مبتدأ و {مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ} خبره والتقدير: جزاؤه استعباد من وجد في رحله (¬4) , فهو كناية عن الاستقبال, وفي الجملة معنى التوكيد كما يقول جزاء من سرق القطع فهو جزاؤه, الهاء في قوله: {فَمَا جَزَاؤُهُ} تعود على السارق, وإن شئت على
¬_________
(¬1) في (د) زيادة"عدي بن زيد". عدي بن زيد بن الحمار العبادي التميمي، النصراني: فجاهلي، من فحول الشعراء، وهو أحد الفحول الأربعة الذين هم: هو، وطرفة بن العبد، وعبيد بن الأبرص، وعلقمة بن عبدة. وأما صاحب (الأغاني): فقيد جده: الخمار، بمعجمة مضمومة. وأظنه مات في الفترة .. المؤتلف والمختلف: 116، المرزباني: 253، تاريخ الإسلام 4/ 150، طبقات ابن سلام: 88، 89، الاشتقاق: 225، سمط اللآلي: 309، البغدادي، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، مرجع سابق، 4/ 470، شرح الشواهد: 168، ابن قتيبة الدينوري، الشعر والشعراء، مرجع سابق، 2/ 618، 621. الذهبي، سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، 5/ 110. لعدي بن زيد في ديوانه 658. سيبويه، مرجع سابق، 1/ 106.
(¬2) كذا في الأصل "الفقير" بدون الألف والصواب ثبوتها"الفقيرا". وأصل البيت " لَا أَرَى الْمَوْتَ يَسْبِقُ الْمَوْتَ شَيْءٌ ... نَغَّصَ الْمَوْتُ ذَا الْغِنَى وَالْفَقِيرَا" لثبوتها في المصادر التالية ومنها الجريرى النهرواني، أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى (ت: 390 هـ) الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي، ت: عبد الكريم سامي الجندي، ط 1، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1426 هـ-2005 م)، 1/ 521. ابن منظور، مرجع سابق، 7/ 99. وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة لعدي بن زيد وَقيل لِابْنِهِ سوَاده بن عدي وَالصَّحِيح الأول وأولها (طالَ لَيلي أُراقِبُ التنويرا ... أَرقُبُ الصُّبحَ بالصَّباحِ بَصِيرا.) البغدادي، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، مرجع سابق،6/ 90 و 11/ 366.ابن هشام، مرجع سابق، 2/ 500.
(¬3) النَّحَّاس, إعراب القرآن، مرجع سابق، 3/ 82. الأصبهاني، مرجع سابق، 1/ 531.الباقولي، مرجع سابق، 3/ 913.
(¬4) الفيروزآبادى، تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، مرجع سابق، 1/ 201.تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني، 3/ 472.

الصفحة 264