كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف

يثقل الأرض بتسبيحه, وقولُهُ: {فَلَا تَبْتَئِسْ} أي: فلا تستكن ولا تحزن (¬1) لشيء سلف من إخوتك إليك في نفسك وفي أخيك من أمك وما كانوا يفعلونه بك قبل اليوم (¬2).
وقوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ} أي: لما حمل يوسف إبل إخوته ما حملها من الميرة, وقضى حاجتهم (¬3) , جعل الإناء الذي كان يكيل به الطعام {فِي رَحْلِ أَخِيهِ}، "والسقاية": المشْرَبة، وهي الإناء الذي كان يشرب فيه الملك, ويكيل به الطعام (¬4) , قال الحسن: الصواع والسقاية سواء, هو الإناء يشرب فيه (¬5) , وهو قول مجاهد (¬6) وقتادة (¬7) وابن عباس (¬8) والضحاك (¬9) وابن زيد (¬10). {فِي رَحْلِ أَخِيهِ} في متاع أخيه (¬11) ابن أمه وأبيه: وهو بنيامين, {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ} أي: نادى منادٍ, وقيل: أعلم مُعْلِم, {أَيَّتُهَا الْعِيرُ} وهي: القافلة فيها الأجمال, {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} (¬12) قال ابن إسحاق: ثم جهزهم بجهازهم, وأكرمهم وأعطاهم, فأوفاهم, وحمل لهم بعيراً بعيراً, وحمل لأخيه بعيراً باسمه, كما حمل لهم, ثم أمر بسقاية الملك وهو: الصواع, وزعموا أنها كانت من فضة, فجعلت
¬_________
(¬1) ابن جرير، مرجع سابق، 13/ 243. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2170.
(¬2) ابن جرير، مرجع سابق، 13/ 244. الثعلبي، مرجع سابق، 5/ 238.
(¬3) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2171.
(¬4) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 172.
(¬5) ابن جرير، تاريخ الرسل والملوك، مرجع سابق، 1/ 352.، وتفسيره، مرجع سابق، 16/ 172.
(¬6) مجاهد، مرجع سابق، ص 399. ابن أبي حاتم، المرجع السابق.
(¬7) عبدالرزاق، مرجع سابق، 1/ 325.
(¬8) ابن أبي حاتم، المرجع السابق.
(¬9) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 173.القنوجي، مرجع سابق، 6/ 374.
(¬10) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2171.
(¬11) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 173. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 172.
(¬12) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 173.الزجاج، مرجع سابق، 3/ 120.

الصفحة 267