كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف
إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)}
{فَبَدَأَ} الفاء جواب ما أخبر به مما تقدم, وبدأ إذا كان بمعنى الابتداء كان مهموزا, وإن كان بمعنى الظهور كان غير مهموز (¬1) {بِأَوْعِيَتِهِمْ} متعلق بـ بدأ {قَبْلَ} ظرف العامل فيه بدأ, {ثُمَّ} حرف عطف, {اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ} متعلق بـ {اسْتَخْرَجَهَا} والهاء في {اسْتَخْرَجَهَا} تعود على {السِّقَايَةَ} أو على الصواع وهو يذكر ويؤنث (¬2) , {كَذَلِكَ} الكاف من {كَذَلِكَ} في موضع نصب (¬3) أي: استخراجًا كذلك, فالإشارة بذلك: إلى ما ذكر من هذا التسبب ومصرف الأحوال, {كِدْنَا لِيُوسُفَ} اللام متعلقة بـ {كِدْنَا} , والأصل في {كِدْنَا} كيدنا نقلت حركة الياء إلى الكاف, فسكنت الياء وبعدها الدال ساكنة, لاتصالها بالضمير المرفوع, فحذفت لالتقاء الساكنين, {مَا كَانَ لِيَاخُذَ} , {مَا} حرف نفي, {لِيَاخُذَ} نصب بلام النفي, وهي متعلقة بفعل محذوف, وبتقديره: ما كان استقراره, {لِيَاخُذ أَخَاهُ} نصب بـ يأخذ، {فِي دِينِ الْمَلِكِ} , {فِي} متعلقة بـ يأخذ, {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} في موضع نصب بـ يأخذ بتقدير: إلا بأن يشاء الله (¬4)،
وحذفت الباء لطول الاسم بالصلة, {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ
¬_________
(¬1) كان غير مهموز كان بمعنى الابتداء كان أوعيتهم متعلق بـ "بدأ" كذا في الأصل وفيه تكرار. ابن سيده، المحكم والمحيط الأعظم ت: ابن سيده عبد الحميد هنداوي، ط 1، (بيروت: دار الكتب العلمية،1421 هـ-2000 م) 9/ 383. الزبيدي، مرجع سابق، 37/ 146.ابن دريد، مرجع سابق، 2/ 71. ابن منظور، مرجع سابق، 14/ 65.
(¬2) ابن جني, المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها, مرجع سابق، 1/ 345. الفيروزآبادى، القاموس المحيط، مرجع سابق، 1/ 955.
(¬3) النَّحَّاس, إعراب القرآن، مرجع سابق، 2/ 339.درويش، مرجع سابق، 5/ 29.
(¬4) الخراط، مرجع سابق، 1/ 392 ..