كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف

الحكم عند الأنبياء يعقوب وبنيه: أن يُؤْخَذ السارق بسرقته عبداً يسترق (¬1)، وأصل الدين الطاعة والعادة, قال الشاعر (¬2):
تَقُولُ إِذَا دَرَاتُ لَهَا وَضِينِي ... أَهَذَا دِينُهُ أَبَدًا وَدِينِي (¬3)
أي هذا عادته أبدا وعادتي, وقولُهُ: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} قال السدي (¬4): صنعناه له بأنهم قالوا: {فَهُوَ جَزَاؤُهُ}. وقال مجاهد: إلا بعلة كادها الله فأعلم بها يوسف. {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} مراتب ودرجات في العلم على غيره, كما رفعنا يوسف, {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} , أي: وفوق كل عالم من هو أعلم منه, حتى ينتهي ذلك إلى الله تبارك وتعالى, وإنما عنى بذلك أن يوسف أعلم من إخوته, وأن فوق (¬5) يوسف من هو أعلم منه, حتى ينتهي إلى الله عز وجل, وروى محمد بن كعب قال: سأل رجل علياً (¬6)
¬_________
(¬1) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2174.
(¬2) في (د) زيادة"المثقب العبدي". البيت للمُثَقِّب العَبْدي. وهو العائذ بن محصن بن ثعلبة، من بني عبد القيس، من ربيعة: شاعر جاهلي، من أهل البحرين. (نحو 35 ق هـ = نحو 588 م). ابن قتيبة الدينوري، والشعر والشعراء، مرجع سابق، 1/ 383. الزركلي، مرجع سابق، 3/ 293. يذكر ناقته وهو في ديوانه ص 195. ودرأ الوضين لناقته: بسطه على الأرض، ثم أبركها عليه ليشد عليها رحلها. والوضين: حزام عريض من جلد منسوج يشد به رحل البعير. والدين: الدأب والعادة. الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، 14/ 159.ابن منظور، مرجع سابق، 13/ 169. ابن فارس، مجمل اللغة، مرجع سابق، 2/ 266. ابن جرير، مرجع سابق، 2/ 548.
(¬3) ابن دريد، مرجع سابق، 2/ 913. الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، 14/ 113.الجوهري، مرجع سابق، 6/ 2214.
(¬4) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2176.
(¬5) في المتن كلمة"قوم" وفي هامش النسخة "لعله فوق" فتكون العبارة "أن فوق يوسف من هو أعلم منه".
(¬6) علي بن أبي طالب ولد بمكة, تربى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم, واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، أبو الحسن الهاشمي أمير المؤمنين ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رابع الخلفاء الراشدين، إغتاله عبد الرحمن بن ملجم الخارجي في 17 رمضان عام 40 هـ. ابن عبد البر، مرجع سابق، 3/ 1089. ابن عساكر, مرجع سابق، 4/ 345.المزي، مرجع سابق، 20/ 472.

الصفحة 276