كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف
لما ظرف مضاف إلى {اسْتَيْئَسُوا} , {مِنْهُ} متعلق بـ {اسْتَيْئَسُوا} , {خَلَصُوا} جواب لمّا وهو العامل في لمّا (¬1) , {نَجِيًّا} نصب على الحال, وهو واحد يؤدي عن جميع (¬2) , وجمعه أنجية
وينشد (¬3):
إِني إِذا مَا القَوْمُ كَانُوا أَنْجِيَهْ ... واخْتلف القولُ (¬4) اختلاف الأَرْشِيَهْ (¬5)
هناك أوصيني ولا توصي بيه (¬6). يقال: نجوت الرجل أنجوه نجيا, جعل صفة، ومنه قوله تعالى: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} (¬7) ويقال للجماعة نجوى وهم يتناجون تناجياً (¬8) , وقال تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ
¬_________
(¬1) الدعاس، مرجع سابق، 2/ 101.
(¬2) الزجاج، مرجع سابق، 2/ 104,3/ 124.النحاس، إعراب القرآن، مرجع سابق، 2/ 211.القيس، مرجع سابق، 1/ 392.
(¬3) هو لسُحَيْم بن وَثِيل بن عمرو، الرياحيّ اليربوعيّ الحنظليّ التميمي: شاعر مخضرم، وناهز عمره المئة. كان شريفا في قومه، نابه الذكر. له أخبار مع زياد بن أبيه ومفاخرة مع غالب بن صعصعة والد الفرزدق. قال ابن دريد: عاش أربعين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام. (نحو 60 هـ = نحو 680 م). ابن قتيبة الدينوري، الشعر والشعراء، مرجع سابق،2/ 629.ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، مرجع سابق، 3/ 207. الزركلي، مرجع سابق، 3/ 79. ويصف قوما أتعبهم السير والسفر فرقدوا على ركابهم واضطربوا عليها، وشد بعضهم على ناقته حذار سقوطه. وقيل: إنما ضربه مثلا لنزول الأمر المهم. والأرشية الحبال التي يستقى بها، والمراد أنه ثابت الجأش. و (أوصيني ولا توصي) بالياء لأنه يخاطب مؤنثا. القرطبي، مرجع سابق، 9/ 241.ابن منظور، مرجع سابق، 15/ 308.
(¬4) في (د) "القوم" ولعله الصواب لثبوته عند الثعلبي، مرجع سابق، 5/ 245. الجوهري، مرجع سابق، 6/ 2503 وغيرهما.
(¬5) كذا في الأصل وعلى اختلاف "القوم" والقول"وكلا المعنيين واحد والله تعالى أعلم. "إِني إِذا مَا القَوْمُ كَانُوا أَنْجِيَهْ ... واضْطرب القَوْمُ اضْطرابَ الأَرْشِيَهْ"، ابن دريد، مرجع سابق، 1/ 235. الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، 11/ 136. ابن فارس، مجمل اللغة، مرجع سابق، 1/ 857. ابن منظور، مرجع سابق، 15/ 308.
(¬6) ابن منظور، المرجع السابق.
(¬7) سورة مريم، الآية: (52).
(¬8) الجوهري، مرجع سابق، 6/ 2503.