كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف
قول امرئ القيس (¬1):
فَقُلْتُ يَمِينَ اللهِ (¬2) أَبْرَحُ قَاعِدًا ... وَلَوْ قَطَّعُوا رَاسِي لَدَيكَ وَأَوْصَالِي
أي: لا أبرح وقولُهُ: {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} أي: حتى تكون دَنِفَ الجسم مخبولَ العقل, وأصل الحرض: الفساد في الجسم والعقل, من الحزن أو من العشق (¬3) {أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} (¬4) أي: ممن هلك بالموت (¬5) يذهب.
وقوله تعالى: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} أي: قال يعقوب للقائلين له من ولده (¬6): {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} الآية، لست إليكم أشكو بثي وحزني، وإنما أشكو ذلك إلى الله (¬7) , والبث همه وحزنه وقيل: البثّ أشد الحزن, إنما أشكوا حزني (¬8) الذي أنا فيه, وأبث حديثي وحزني إلى الله, وقولُهُ:
¬_________
(¬1) امْرُؤُ القَيْس، مرجع سابق، 1/ 137. ابن قتيبة الدينوري، الشعر والشعراء مرجع سابق، 1/ 136.
(¬2) الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، 15/ 377. الجوهري، مرجع سابق، 6/ 2222. ابن منظور، مرجع سابق، 13/ 463.
(¬3) ابن قتيبة الدينوري، غريب القرآن، مرجع سابق، 1/ 221. ابن جرير، مرجع سابق، 13/ 301. البغوي، مرجع سابق، 4/ 268.
(¬4) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2185, 2188.
(¬5) عبدالرزاق، مرجع سابق، 1/ 327. ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 224.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2188.بدون "يذهب" في المراجع السابقة ولعلها "فيذهب" للسياق والله أعلم.
(¬6) في (د) زيادة "لما قالوا له".
(¬7) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 225.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2189. فائدة: فإن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر، وانما الذي ينافيه الشكوى إلى المخلوقين. جواز ابتلاء صاحب الحق بالمصائب والرزايا، وصاحب الباطل بالنعم والعطايا، جواز إخبار الإنسان بما يجد وبما هو فيه من مرض أوفقر ونحوهما من غير وجه التسخط. نصر والهلالي، مرجع سابق، 1/ 751
(¬8) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2189.