كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف

يقال: آثره يؤثره إيثارا فهو مؤثر (¬1) , ويقال: أثرت التراب إثارة فأنا مثير, والأصل في أثرْتُ: أَثْيَرْتُ, نقلت حركة الياء إلى الثاء ثم قلبت الياء ألفا ثم حذفتها لسكونها وسكون الراء, ويقال أثرت الحديث على فعلت فأنا آثُره (¬2) على أفعل وأنا آثر على فاعل, {وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} , {إنْ} بمعنى: مالي (¬3) ما كنا إلا خاطئين, {لَا تَثْرِيبَ عليكمُ الْيَوْمَ} , {تَثْرِيبَ} مبني مع {لَا} في موضع رفع بالابتداء, ومعناه التوبيخ والتعنيف وإلزام الملامة (¬4)، {عليكمُ الْيَوْمَ} في موضع خبر، {لَا تَثْرِيبَ} و {عليكمُ} و {الْيَوْمَ} متعلقان بمعنى الاستقرار (¬5)،
{عليكمُ} الخبر متعلق بمعنى الاستقرار, و {الْيَوْمَ} ظرف له متعلق بما تعلق به {عليكمُ} ويجوز أن يجعل عليكم صفة لـ {تَثْرِيبَ} ويكون {الْيَوْمَ} الخبر, ويجوز أن يكون الخبر عليكم, و {الْيَوْمَ} منقطع مما تقدم على طريق الاستئناف فيكون متعلقا بـ {يَغْفِرُ} والتقدير: يغفر الله لكم اليوم لأنه الوقت (¬6) الذي يسمح بما عاملوه به, و {لَكُمْ} متعلق بـ {يَغْفِرُ} , {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} ابتداء وخبر {اذْهَبُوا} أمر {بِقَمِيصِي} هذا الباء متعلقة بـ {اذْهَبُوا} , و {هَذَا} نعت للقميص (¬7) لإضافته إلى مضمر الذي هو أعرف من المبهم, {فَأَلْقُوهُ} عطف على فـ {اذْهَبُوا} , {عَلَى وَجْهِ
¬_________
(¬1) الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، 15/ 89. ابن دريد، مرجع سابق، 2/ 81. الزبيدي، مرجع سابق، 10/ 20. الأَثر: بَقِيَّةُ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ آثَارٌ وأُثور. وَخَرَجْتُ فِي إِثْره وَفِي أَثَره أَي بَعْدَهُ. واتَثَرْتُه وتَأَثَّرْته: تَتَبَّعْتُ أَثره، عَنِ الْفَارِسِيِّ. وَيُقَالُ: آثَرَ كَذَا وَكَذَا بِكَذَا وَكَذَا أَي أَتْبَعه إِياه. ابن منظور، مرجع سابق، 4/ 5
(¬2) النَّحَّاس, إعراب القرآن، مرجع سابق، 2/ 214.
(¬3) كذا في الأصل ولعله تحريف بزيادة"لي" لاستقامة المعنى.
(¬4) النَّحَّاس, إعراب القرآن، مرجع سابق، 3/ 456.
(¬5) القيسي، مشكل إعراب القرآن، مرجع سابق، 1/ 394 ..
(¬6) النَّحَّاس, إعراب القرآن، مرجع سابق، 2/ 214. أبو حيان، مرجع سابق، 5/ 338.
(¬7) النَّحَّاس, المرجع السابق. ابن الأنباري أبو البركات، مرجع سابق، 2/ 553.

الصفحة 305