كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف

رواية قنبل (¬1) {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ} بإثبات الياء, والباقون بحذفها (¬2) , فمن حذفها فللشرط, ومن أثبتها قدّر الحركة في الياء, ثم حذف الحركة, وأقر الياء كقوله (¬3):
أَلَمْ يَأتِيكَ وَالأَنْبَاءُ تَنْمِي (¬4)
القولُ في المعنى والتفسيرِ:
المعنى والله أعلم أن يوسف لما قال له إخوته: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} إلى قوله {إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} أدركته الرقّة, وباح لهم بما كان يكتمهم من شأنه, هذا نحو ما روي عن ابن إسحاق (¬5) والسدي (¬6)، فتأويل الكلام: هل تذكرون ما فعلتم بيوسف وأخيه، إذ فرقتم بينهما وصنعتم ما صنعتم في حال جهلكم بعاقبة ما تفعلون بيوسف، وما إليه صائر أمره وأمركم؟ , وهذا يدل على أنهم كانوا صغارا في وقت أخذهم ليوسف, حتى تركوا أخاه منفردا منه.
¬_________
(¬1) محمد بن عبد الرحمن المكيّ المخزومي أبو عمر الشهير بقنبل (195 - 291 هـ) من أعلام القرّاء. وولي الشرطة بمكة وتوفي بها. الذهبي, معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار, مرجع سابق، 1/ 133. ابن الجزري, غاية النهاية في طبقات القراء، مرجع سابق، 2/ 165. الزركلي, مرجع سابق، 6/ 190.
(¬2) ابن مجاهد, مرجع سابق, ص 351. النَّحَّاس, إعراب القرآن، مرجع سابق، 2/ 214. ابن خالويه, كتاب السبعة في القراءات، مرجع سابق, ص 198. الأزهري الهروي, معاني القراءات، مرجع سابق,2/ 50.
(¬3) ابن فارس، الصاحبي في فقه اللغة العربية، مرجع سابق، 1/ 213. ابن جني، سر صناعة الإعراب، مرجع سابق، 1/ 334.نسبه ابن منظور إلى قيس بن زهير بن جذيمة العبسي، مرجع سابق، 14/ 14.
(¬4) كذا في الأصل ولم يذكر عجزَ البيتِ ولعله أتى به للشاهد فقط ولقد ذُكر البيتُ بأكمله سابقاً وعجزُه"بما لاقت لبونُ بني زيادِ" الشرح: ألم تسمع أو يصل إليك نبأ لبون بني زياد وما جرى لهن. الشاهد: إبقاء الياء مع الجزم في "يأتيك" وقد خرجه الأخفش على أنه قدر الضمة قبل الجزم ثم حذفها للجزم كقولك في "يكرمك" ألم يكرمك. وذلك للضرورة. ودلل على ذلك بإنشاد أهل العربية لجرير. "فَيَوْماً يُجارِينَ الهوَى، غيرَ ما صِباً ... ويوماً ترىَ منهنَّ غولاً تغولُ". وقال سيبويه: إنه ضرورة، وزعم الزجاجي والأعلم أنها لغة وخالفهما ابن السيد في شرح أبيات الجمل. ابن جني، سر صناعة الإعراب، مرجع سابق، 1/ 92.
(¬5) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 243.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2193.
(¬6) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2193.

الصفحة 307