كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف

مخطئين يقال: خَطِئَ فلان يَخْطَأ خَطَأ وخِطْأً وهو خاطئ وأخطأ يخطيء (¬1) مثل: أثم يأثم. وقال أمية بن الأسكر:
وَإنَّ مُهَاجِرَيْنِ تَكَنَّفَاهُ ... غَدَاتَئِذٍ لقَدْ خَطِئا وحَابَا (¬2)
وقوله تعالى: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عليكمُ الْيَوْمَ} أي: قال يوسف لإخوته: لا تعيير (¬3) عليكم ولا إفساد لما بيني وبينكم من الحرمة وحقّ الأخوة، ولكن لكم عندي الصفح والعفو (¬4).وفي الحديث" إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا، وَلا يُثَرِّبْ "أي ولا يُعَيِّرها بالزِّنا " (¬5) قال سفيان (¬6) وقتادة وابن إسحاق
¬_________
(¬1) وقال ابنُ السِكِّيت: يقال: خُطِّئ عَنك السوءُ؛ وقَالَ أَبو زَيْدٍ: خَطَأَ عَنْكَ السُّوءُ أَي أي أخطأك البلاء. وخَطِئَ الرجلُ يَخطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً عَلَى فِعْلَةٍ: أَذنب. وخَطَّأَه تَخْطِئَةً وتَخْطِيئاً: نسبه إلى الخطإ، وقال له أخطأت. يقال: إن أخطأت فخطئني، وإن أصبت فصوبني، وإن أسأت فَسَوِّئْ عليَّ أَي قُل لِي قَدْ أَسَاتَ، ابن منظور، مرجع سابق،1/ 66.
(¬2) وَإنَّ ......... غَدَاةَ إِذٍ لقَدْ خَطِئا وحَابَا.
وَإنَّ ......... غَدَاتَئِذٍ لقَدْ خَطِئا وخَابَا. (كذا في الأصل).

وإن ........ لعمرُ اللهِ قدْ خَطِئا وحَابَا. ويروى صدره" وَإنَّ مُهَاجِرَيْنِ تَكَنَّفَاهُ". "أتاه مُهَاجِرَيْنِ تَكَنَّفَاهُ" وأما عجزه فاختلفت رواياته، وروايته: " لعمرُ اللهِ قدْ خَطِئا وخَابَا " بالخاء، وأرجح أن أجود الروايتين، روايته في هذا الموضع، بالحاء المهملة؛ وإن كانت أكثر الكتب قد أثبتها بالخاء المعجمة، وأرجح أيضًا أنه تصحيف قديم، ومعنى رواية أبي جعفر أشبه بسياق الشعر إن شاء الله، والبيت فى طبقات الجمحي، 44، والطبري 4/ 154، والأغانى 18/ 158، والإصابة 1/ 150، البغدادي، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، مرجع سابق، 2/ 502. وهو من كلمة قالها فى ابنه كلاب الذي لقى ذات يوم طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام فسألهما: أي الأعمال أفضل فى الإسلام؟ فقالا: الجهاد، فسأل عمر فأغزاه فى جيش، وكان أبوه كبر وضعف فطالت غيبته فقال، من تعليق الشيخ شاكر ... بتصرف، ابن جرير، مرجع سابق،7/ 529. الثعلبي، مرجع سابق، بالحاء المهملة والخاء المعجمة، 3/ 244 - 5/ 254.
(¬3) التثريب كالتأنيب والتعيير والاستقصاء في اللوم. الجوهري، مرجع سابق، 1/ 92. ابن منظور، مرجع سابق، 1/ 235.
(¬4) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 247.القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية، مرجع سابق، 5/ 3629. القرطبي، مرجع سابق، 9/ 258.
(¬5) صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب بيع المدبر، 3/ 83، رقم الحديث 2234. وصحيح مسلم، كتاب الحدود، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنى، 3/ 1328، رقم الحديث 1703.
(¬6) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2195.

الصفحة 309