كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف

للتقرير, {مِنَ اللَّهِ} متعلق بـ {أَعْلَمُ} , {مَا لَا تَعْلَمُونَ} , {مَا} بمعنى الذي في موضع نصب بـ {أَعْلَمُ} , {لَنَا} متعلق بـ {اسْتَغْفِرْ} , {ذُنُوبَنَا} نصب بـ {اسْتَغْفِرْ} , {خَاطِئِينَ} خبر {كُنَّا} , {لَكُمْ} متعلق بـ {اسْتَغْفِرْ} , {رَبِّي} نصب بـ {أَسْتَغْفِرُ} , {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} يجوز أن يكون {هُوَ} فاصلة (¬1)، ويجوز أن يكون مبتدأه, وأن يكون توكيداً للفاء (¬2)، وقد تقدم مثله.
القولُ في المعنى والتفسيرِ:
المعنى والله أعلم: ولما فصلت عير بني يعقوب من عند يوسف متوجهة إلى يعقوب، قال أبوهم يعقوب: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}. ذُكر أن الريح استأذنت ربها في أن تأتي يعقوب بريح يوسف, قبل أن يأتيه البشير (¬3)، فأذن لها، فأتته بها. قال ابن عباس (¬4): هاجت بريح يوسف من مسيرة ثمان ليالٍ, وقال الحسن (¬5): بلغنا أنه كان بينهم يومئذ ثمانون فرسخًا، وقال إني لأجد ريح يوسف, وكان قد فارقه قبل ذلك سبعًا وسبعين سنة, وهو معنى قول ابن إسحاق (¬6). وقولُهُ: {لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} بمعنى: لولا أن تضعفوني،
¬_________
(¬1) الإستراباذي، مرجع سابق، 2/ 455.
(¬2) كذا في الأصل والصواب "للهاء" في {إِنَّهُ} لاستقامة المعني. الإستراباذي، المرجع السابق.
(¬3) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 249.الثعلبي، مرجع سابق، 5/ 255.الواحدي، مرجع سابق، 2/ 632.البغوي، مرجع سابق، 2/ 513.
(¬4) ابن جرير، المرجع السابق. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2197.السمرقندي، مرجع سابق، 2/ 209.
(¬5) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 251.الثعلبي، المرجع السابق. البغوي، مرجع سابق، 2/ 513.
(¬6) ابن عطية، مرجع سابق، 3/ 278.

الصفحة 313