كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف
وتعجزوني، وتلوموني، وتكذبوني (¬1)، ومنه قول الشاعر (¬2):
يا صَاحِبَيَّ دَعَا لَوْمِي وَتَفْنِيدِي ... (¬3) فَلَيْسَ مَا فَاتَ مِنْ أَمْرِي (¬4) بمَرْدُودِ
ويقال: أفنده الدهر أي: أفسده وقال ابن مقبل:
دَعِ الدَّهْرَ يَفْعَلُ مَا أَرَادَ فإنّه (¬5) ... إِذا كُلِّفَ الإنسان بالدهر أَفْنَدا (¬6)
والمعنى: لولا أن تسفهوني: عن ابن عباس (¬7). وقال الحسن (¬8)، ومجاهد (¬9): تهرمون. وقيل: تكذبون عن الضحاك (¬10) ,
¬_________
(¬1) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 254. البغوي، مرجع سابق، 4/ 275.
(¬2) في (د) زيادة"هانئ بن شكيم العدوي". هو هانئ بن شكيم العدوي، هكذا نسبه أبو عبيدة، مرجع سابق، 1/ 318، وروايته هناك: "عن أمر"، بغير إضافة. ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 252. لم أجد له ترجمة فالله المستعان.
(¬3) قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: {لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} لولا أن تضعفوا رأي، وَقَالَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ. وَالْفَنَدُ ضَعْفُ الرَّايِ مِنْ كِبَرٍ. وَقَوْلٌ رَابِعٌ: تُضَلِّلُونَ، قَالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ. وقال الأخفش: تلوموني والتفنيد: اللوم وتضعيف الرأي وقال الحسن وقتادة ومجاهد أيضا: تهرمون وكله متقارب المعنى، وهو راجع إلى التعجيز وتضعيف الرأي يقال: فنده تفنيداً إذا أعجزه. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 12/ 586.القرطبي، مرجع سابق، 9/ 260.
(¬4) الثعلبي، مرجع سابق، 5/ 256. (من أمر).الماوردي، مرجع سابق، 3/ 77. (من أمري).
(¬5) كذا في الأصل. صدرُ البيت موافقٌ لما في المخطوط ولكنَّ الخُلفَ في عجزه. دَعِ ........ إِذا كُلِّفَ "الإفْنَاد بالنِّاسِ أَفْنَدا" ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 252. الثعلبي، مرجع سابق، 5/ 256. ابن عطية، مرجع سابق، 3/ 279.
(¬6) كذا في الأصل. ورواية الديوان: دَعا الدَّهْرَ يَفْعَلُ مَا أَرَادَ فإنّه ... إِذا كُلِّفَ الإفساد بالناس أَفْسْدَا.
(¬7) عبدالرزاق، مرجع سابق، 1/ 328 بزيادة تهرمون. ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 252. الواحدي، مرجع سابق، 2/ 633. البغوي، مرجع سابق، 2/ 513.
(¬8) الثوري، مرجع سابق، 1/ 146. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 12/ 586. الثعلبي، مرجع سابق، 5/ 255.
(¬9) سفيان الثوري، مرجع سابق، 1/ 146. ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 255.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2198.
(¬10) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 255. الثعلبي، مرجع سابق، 5/ 255. القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية، مرجع سابق، 5/ 3631.
الصفحة 314