كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف
بالسلام, فمُنع من ذلك, وكان يعقوب أحقّ به منه وأفضل, فقال: السلام "عليه" (¬1) يا ذاهب، يا ذاهب الأحزان عني، هكذا قال: "يا ذاهب يريد يا مذهب الأحزان عني" (¬2) وقال آخرون: بل قوله: {إِنْ شَاءَ اللَّهُ} استثناءٌ من قول يعقوب لبنيه {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} قالوا: وهو من المؤخر الذي معناه التقدم. قالوا: وإنما معنى الكلام: قال: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} (¬3)
إن شاء الله {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ}، ورفع أبويه, وهو معنى قول ابن جريج (¬4) , والوجه قول السدي: إذ لا تقديم فيه ولا تأخير, وإذا صحت المعاني على الترتيب فليس يجب حملها على خلافه, وقيل في أبويه أبوه وخالته لأنّ أم يوسف كانت ماتت قاله السدي (¬5)، وقال ابن إسحاق (¬6): أبوه وأمه.
وقولُهُ: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} قيل: على السرير (¬7) , قاله السدي (¬8)، ومجاهد (¬9)
¬_________
(¬1) كذا في الأصل"عليه"ولعل الصواب "عليك"كما نص ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 265.الثعلبي، مرجع سابق، 5/ 258، وللسياق- والله أعلم.
(¬2) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 265. وقولُهُ: ياذاهب الأحزان عني. يريد يا مذهب الأحزان عني. وهى هكذا في ابن جرير: "يا مذهب الأحزان عنى".،تاريخ الرسل والملوك، مرجع سابق، 1/ 362.
(¬3) فائدة: بيان أن الله غافر الذنب وقابل التوب من عباده إذا هم استغفروه وتابوا اليه سبحانه و-تعالى، ووجوب الاستغفار عند الذنب وندبه واستحبابه في سائر الأوقات لما يحصل من التقصير. نصر والهلالي، مرجع سابق، 1/ 843 ..
(¬4) القرطبي، مرجع سابق، 9/ 263.
(¬5) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2201.
(¬6) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، مرجع سابق، 4/ 335.
(¬7) عبدالرزاق، مرجع سابق، 1/ 328.
(¬8) ابن جرير، مرجع سابق، 16/ 267.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، 7/ 2201.القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية، مرجع سابق، 5/ 3638.
(¬9) مجاهد، مرجع سابق، 1/ 401. مقاتل، مرجع سابق، 5/ 108. الثوري، مرجع سابق، 1/ 147.