كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف

الْمُشْرِكِينَ} , {أَنَا} اسم ما, والخبر محذوف دل عليه من المشركين والتقدير: ما {أَنَا} مشركاً من المشركين, و {مِنَ} متعلقة بالمحذوف, {مِنْ قَبْلِكَ} متعلق بـ {أَرْسَلْنَا} , {إِلَّا رِجَالًا} نصب بـ {أَرْسَلْنَا} , {نُوحِي إِلَيْهِمْ} في موضع النعت لـ "رجال"، ومن قرأ بالنون الشديدة (¬1): أسند الفعل إلى الله -عز وجل-, ومن قرأ {يُوحَى}: جعله لما لم يسم فاعله, وأقام إليهم مقام الفاعل (¬2)، {مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} , {مِنْ} متعلقة بـ {نُوحِي} , {أَفَلَمْ يَسِيرُوا} الفاء فيها معنى الجواب, وهي فصل الثاني بالأول, والألف للتقرير, و {يَسِيرُوا} جزم بـ لم, {فِي الْأَرْضِ} {فِي} متعلقة بـ {يَسِيرُوا} , {فَيَنْظُرُوا} عطف على {يَسِيرُوا} وفي الفاء معنى الجواب, {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} , {عَاقِبَةُ} اسم {كَانَ} , و {الَّذِينَ} خفض بإضافة {عَاقِبَةُ} إليهم, {مِنْ قَبْلِهِمْ} , {مِنْ} متعلقة بمعنى الاستقرار, و {كَيْفَ} خبر {كَانَ} متعلقة بمعنى الاستقرار, {فَيَنْظُرُوا} لا تعمل في كيف, والجملة في موضع نصب بـ ينظروا, {وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا} ابتداء وخبر, واللام لام توكيد, وفيها معنى القسم, واللام متعلقة بخبر (¬3) {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} الألف للتقرير والتوبيخ, والفاء جواب الإخبار عنهم مما مضى.
¬_________
(¬1) يقصد بالشديدة إدغام تنوين "رجالاً" في نون "نوحي" وهذا هو المتعارف عليه في عصر المؤلف بلفظ الشديدة.
(¬2) الحميري، مرجع سابق، 11/ 7096. أبو حيان، مرجع سابق، 6/ 334.
(¬3) الفراء ,مرجع سابق,2/ 55.النَّحَّاس, إعراب القرآن، مرجع سابق، 2/ 216.الزجاجي، اللامات، مرجع سابق، 1/ 78.

الصفحة 332