كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف

المطلب السادس: عقيدته، ومذهبه الفقهي
صرح من سبقني في تحقيق أجزاء من تفسير الإمام الحَوفي، بأن الإمام الحَوفي من أهل السنة والجماعة، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى معرفة مذهب فقهي له، قال الأندونيسي: ولكني بعون الله توصلت إلى أنه مالكي المذهب بل إنه متعصب (¬1) لمذهب مالك-رحمه الله- فقد أكثر النقل من المدونة الكبرى، والدليل على ذلك أنه يقول:
قال الإمام مالك في المسافر يؤم: أرى أن يعيدوا جميعا وحكى ابن القاسم عنه أنه قال: يعيد ما كان في الوقت فإذا زال الوقت فلا إعادة عليه (¬2) إلى غير ذلك من المسائل الموجودة في التحقيق (¬3) قلت: ومما دفعني لمعرفة مذهبه الفقهي من مصادر أخرى، لأن سورة يوسف-عليه السالام- لم يتناول المصنف-رحمه الله تعالى- فيها بحثاً واحداً في المسائل الفقهية من عبادات، ومعاملات، ليُعرف من خلالها مذهبه الفقهي.
¬_________
(¬1) ألزم الحاكم بأمر الله الفقهاء ببث مذهب مالك. الذهبي، دول الإسلام، مرجع سابق، 1/ 245. وقوله متعصب لم يتبين لي مما نقله عنه.
(¬2) الأندونيسي، أزمان إسماعيل أحمد، دراسة وتحقيق الجزء الثامن من كتاب البرهان للإمام الحوفي (القاهرة: جامعة الأزهر، كلية اللغة العربية. إشراف أ. د./ صبحي عبد الحميد محمد عبد الكريم أستاذ اللغويات بالكلية، رسالة دكتوراه 1412 هـ-1991 م)، ينظر" قسم التحقيق" ص 196.الإمام مالك، مرجع سابق، 1/ 222. الإندونيسي، مرجع سابق، ينظر " قسم التحقيق" ص 197، 198.
(¬3) الإندونيسي، المرجع السابق.

الصفحة 47