كتاب البحث الصريح في أيما هو الدين الصحيح

مراديف1 أزواجاً، (وأبان) عن السقوط الكائن من فتح بابل2 وإسقاط أصنامها3.
وختم4 إشعيا كلامه: ((إن هذا من عند رب الأجناد)) .
ثم أفصح بنبوءته عن الأمكنة والأشخاص، أما عن الأمكنة فقال: ((دومة5 تصرخ إليّ من ساعير6 ياحارس فقال الحارس: ارجعوا وأقبلوا)) *.
__________
1 أي يردف بعضها بعضا.
2 في. ت بغداد وما أثبت من. د، وهو الصواب. وكان فتح العراق ومن ضمنه بابل من قبل خالد بن الوليد، ثم من بعده سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما، في زمن الخليفتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قبل سنة 20هـ.
3 هنا حاشية في. د، وليست في. ت، وهي قوله اعلم أن هاهنا سمى إشعيا مكة باسم مجازي وهو بابل، لأن هناك أيضاً تبلبلت الآراء والعقول في أمر نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وانقسمت عندما تساقطت أصنامها، كما خبر ذلك هو مشاع في القصة الحلبية وغيرها.
4 في النسختين وغلق وأفصح منها ما أثبت.
5 دومة: هي دومة الجندل، وهي شمال الجزيرة العربية في منطقة الجوف، ولا تزال تعرف بهذا الاسم. انظر: قاموس الكتاب المقدس ص381.
6 ساعير: هي منطقة جبلية تقع مابين البحر الميت وخليج العقبة، وكانت تسمى أدوم، ويقع جزؤها الشرقي الآن ضمن المملكة الأردنية الهاشمية. انظر: قاموس الكتاب المقدس ص39،467.
* حاشية: اعلم أنّ دوما هو الولد السادس من الاثنى عشر، أولاد سيدنا إسماعيل، وهذا الولد هو الذي عمر هذه البلدة، وقبيلته كانت ساكنة فيها، وهي التي استغاثت وصرخت للنبي: يا حارس، كما أخبر هنا إشعيا. وقوله السابق إن هذا من عند رب الأجناد قد وافقه سيدنا عيسى وأكده بقوله: بأن هذا كان من قبل الرب وهو عجيب في أعيننا.

الصفحة 214