وجبل مكة الذي شرحنا عنه، الذي موقعه بقربها مسافة ثلاثة أميال، واسمه الآن ((غار حراء)) 1، بمعنى المغور، الذي كان صلى الله عليه وسلم يختلي فيه في مغارة ثمان سنوات2، معتزلاً لفراغ القلب بالذكر، وفيه أوحى الله تعالى3 إليه بواسطة جبرائيل عليه السلام4، والذي يؤكد ذلك ظهور أنوار سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم منه وشريعته الغرّاء وليس سواها، كما قد يثبت هذا
__________
1 غار حراء: هو المكان الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءه الوحي فيه. وهو يقع في شرق مكة، وهو الآن داخل مدينة مكة. انظر بعض هذا في: معجم البلدان،2/223.
2 لم أقف على من ذكر أن مدة اختلاء النبي صلى الله عليه وسلم بغار حراء ثماني سنوات، وإنما روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه –وهو التعبد- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء". قال ابن حجر: "أصل الخلوة قد عرفت مدتها وهي شهر، وذلك الشهر كان رمضان". انظر صحيح البخاري مع الفتح 1/23.
3 في النسختين يوحي، والصواب ما أثبت، لأن الله تعالى أوحى إليه فيه أول مرة، كما هو ثابت في الحديث المذكور في الحاشية قبله، ولم يستمر الوحي إليه فيه، ولا يعرف أنه عليه الصلاة والسلام رجع إليه، واستمر يوحى إليه فيه. والله أعلم.
4 في. ت هو بهذه الصورة بحوز ممغور، وليس لها معنى، وليست في. د.