وكما قررنا عن لفظة إله أنها بالعبراني مشتقة من ((إيل)) ، التي ترجمتها إلى اللغة العربية طايق1 (مكين) 2، فكأن حبقوق قد عيّن مكان خروج نبينا صلى الله عليه وسلم ونعته بقوله ((الطايق3 من القبلة يأتي ومن جبل فاران يدعس)) . أي جبل فاران، الذي هو في لصيق الأرض التي فيها مكة المشرفة، وهو في القبلة أيضاً، وليس في حدود سيناء، لأن التي في حدود سيناء هي برية كما قلنا، وههنا حبقوق يذكر جبلاً مثلما يذكره موسى، مع أن برية فاران أيضاً مسكناً لإسماعيل وخلفه، وهناك تزوج (بالمرأة) المصرية. راجع سفر التكوين في الإصحاح الحادي والعشرين4.
__________
1 مراده بها، قدير أو قادر، وقال في القاموس: إيل: اسم من اسماء الله في العبرية، وإيل تستخدم بمفردها للدلالة على الإله الواحد الحقيقي، وكثيراً مايستعمل إيل مع لقب من القاب الله، مثل: إيل عليون، الله العلي، إيل شداي، الله القدير. انظر: الكتاب المقدس ص142.
2 في. د الطايق مكين.
3 في. د المكين بدل الطايق.
4 التكوين 21:21، وذكر في نسخة. ت الخامس والعشرين، وصوابها ما أثبت من. د. وهنا حاشية في. د، وليس في. ت، وهو قوله اعلم أن معنى كلام المؤلف رحمه الله تعالى أعني إن كانت برية حدود سيناء المسماة فاران، وإن كان جبل فاران، أي جبل مكة المحفور المتزين الظليل فعلى كلا الوجهين هما متعلقان بنبينا.