كتاب البحث الصريح في أيما هو الدين الصحيح

في هذه الكتب1، ويمر عليه مشكل من هذه التزاوير2، فإنه يظن أنه مشكل مثل باقي المشاكل التي يحلها المفسرون فيتركه ويجوزه، وبعد مدة من الزمان إذا وقع في شك آخر غيره يكون قد نسي الشك الأول فيتركه ويقنع ضميره بأن علماء ديانته يعرفون حلّه، وهكذا يقع بين كل مدة ومدة في (شك آخر) 3 من الشكوك فيتكلم فيه مثل تكلمه في الأول والثاني بتلك الإقناعات البسيطة، وبهذه الوجوه المشروحة (لا يتحرك شيء من ضميره ينبهه) 4 أن كتبه مزورة ومحرفة من قديم الزمان.
وأيضاً أقول عن القارئ لهذه الكتب، واعتذاره أن هذه الكتب هي كتب ديانته، وتربى فيها، وصاحبها منذ صباه، فهي على كل محبوبة، والمحب لا يتبصر في غلطات محبوبه، إذا كانت متفرقة، لأنه مثلاً إذا درس محب الإنجيل في سلسلة متّى الإنجيلي وقرأ أن فلاناً أولد فلاناً، فلا {يظن) أن في التوراة موجودة هذه السلسلة، وأنها (تناقض) 5 أقوال متّى، فضلاً
__________
1 العبارة في النسختين هكذا ((لأن لما كان يريد أن يجلس القارىء ليقرأ في هذه الكتب)) وهي ركيكة وصوابها ما أثبت.
2 في. د قال ((شك في هذه الشكوك)) .
3 في. د ((في خلافه من الشكوك)) .
4 في. د ((لا يفضل معه شيء يحرك الضمير ويريه)) .
5 في. د ((تخالف لسلسلة متى)) .

الصفحة 316