كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 1)

فحرمته لا تضاع (¬1)، وسوامه (¬2) لا تراع، ولن يخلو (¬3) الشيء الفاضل (¬4) في جنسه عن (¬5) عزته في نفسه، وإن قل من يعتامه (¬6) وعز من يطلبه ويستامه.
هؤلاء شكوا إليَّ: غلظ حجم المصنفات في التفسير، وإن الواحدة منها تستغرق (¬7) العمر كتابتها، ويستنزف الروح سماعها وقراءتها، ثم صاحبها بعد أن أنفق العمر على تحصيلها، ليس يحظى منها بطائل تعظم عائدته، وتعود عليه فائدته. فقلت: إن طريق معرفة تفسير كلام الله تعالى تعلم النحو والأدب فإنهما عمدتاه، وإحكام أصولهما، وتتبع مناهج لغات العرب (¬8) فيما تحويه (¬9) من الاستعارات الباهرة، والأمثال النادرة، والتشبيهات (¬10) البديعة، والملاحن (¬11) الغريبة، والدلالة باللفظ اليسير على المعنى الكثير، مما لا يوجد مثله في سائر اللغات.
¬__________
(¬1) لا تضاع. الضياع: الإهمال، ضاع الشيء يضيع ضيعة وضياعا: هلك. انظر: "الصحاح" (ضيع): 3/ 1252، "اللسان" 5/ 2625.
(¬2) السوام: كل ما رعى من المال في الفلوات إذا خلي يرعى حيث شاء. "اللسان" (سوم): 12/ 311، "القاموس" ص 1124.
(¬3) في (ج): (يحسو).
(¬4) (الفاضل): ساقط من (ج).
(¬5) في (ج): (من).
(¬6) في (ب): (يقبانه). (اعتام يعتام) إذا اختار وأخذ. انظر: "اللسان" (عيم): 5/ 3195، "القاموس" ص 1142.
(¬7) في (ب): (يستغرق).
(¬8) في (ب): (العزب).
(¬9) في (أ): (يحويه)، في (ب)، (ج): غير منقوطة.
(¬10) في (ب): (التشبهات).
(¬11) يدخل تحت قوله (الملاحن) بعض أنواع البلاغة كالكناية والتعريض، واللحن: صرف الكلام عن التصريح إلى التعريض لغرض صحيح، يقول الراغب الأصفهاني:=

الصفحة 395