كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 1)

دون معنى قول الله عز وجل.
ألا ترى أن واحدا ممن لم يتدرب بلغة العرب لو سمع قول امرئ القيس (¬1):
دِيمةٌ هَطْلاَءُ فِيهَا وَطَفٌ ... طَبَقُ الأَرْضِ تَحَرَّى وَتَدُرّ (¬2)
فسأل عن معناه، فقيل له: إنه يصف مطرا سحابه (¬3) هاطل، كان عارفا معنى هذا البيت من طريق التقليد، ولا يكون عارفًا معنى قول امرئ القيس ما
¬__________
= الجامع بالكوفة، وهو تابعي سمع أنسا، وثقه أحمد وضعفه بعضهم كابن معين، ومال أحمد شاكر في "حاشية الطبري": إلى توثيقه، مات سنة سبع وعشرين ومائة، وقيل: سنة تسع وعشرين.
انظر: "تهذيب الكمال" 3/ 132 - 138، "الجرح والتعديل" 2/ 184، "طبقات المفسرين" 1/ 110، "حاشية الطبري" 1/ 157 (ط. شاكر). هذا هو السدي الكبير، أما السدي الصغير فهو محمد بن مروان، متروك الحديث، ضعفه كثير من الأئمة، انظر ترجمته في: "الميزان" 5/ 157، "طبقات المفسرين" 2/ 255، 265.
(¬1) هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث، الشاعر الجاهلي المشهور، يقال له: (ذو القُرُوح)، و (المَلِك الضِّلِّيل)، يُعَدُّ شيخ الشعراء وأميرهم في الجاهلية، ومن الطبقة الأولى من شعرائهم الفحول.
انظر: "طبقات فحول الشعراء" 1/ 51، "الشعر والشعراء" ص 49، "الخزانة" 1/ 329، "شرح شواهد المغني" 1/ 21.
(¬2) (الديمة) المطر الدائم، (هطلاء) كثيرة المطر، (الوطف) الدنو من الأرض. (طبق الأرض): أي تطبق الأرض وتعمها، (تحرى): تتعمد المكان وتثبت فيه، (تدر) يكثر مطرها. ورد البيت في "تهذيب اللغة" في مواضع (هطل) 4/ 3769، و (طبق) 3/ 2164، "وطف" 4/ 3911، و (دام) 2/ 1135، "الصحاح" (طبق) 4/ 1512، و (هطل) 5/ 1850، "اللسان" (وطف) 8/ 4868، و (طبق) 5/ 2637، و (هطل) 8/ 4675، (دوم) 3/ 1457، و"ديوان امرئ القيس" ص 78.
(¬3) في (ب): (سحابة).

الصفحة 412