كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 1)

قال أبو إسحاق: وأصل (الذي)، (لذ) على وزن (عم)، كذلك قال سيبويه والخليل والأخفش (¬1).
وأما الألف واللام فيه (¬2)، فقال أبو الفتح الموصلي (¬3): (الألف واللام) في (الذي) و (التي) وبابهما (¬4) زيادة، ويدل على زيادتهما وجود أسماء موصولة مثلها معراة من (الألف واللام)، وهي مع ذلك معرفة، وتلك: (من) و (ما) و (أي) (¬5). ويدل على ما قلنا: أن (الذي) إنما تعرفه (¬6) بصلته دون (اللام) التي فيه، فبان أن (¬7) (اللام) زائدة، إلى أنها (¬8) زيادة لازمة لا يجوز (¬9) حذفها (¬10).
فإن قيل: وما كانت الحاجة إلى زيادة (اللام) (¬11) حتى إنها لما زيدت
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج، 1/ 34، وهذا قول جمهور البصريين، انظر: "تفسير ابن عطية" 1/ 121، ("الإنصاف") ص 535.
(¬2) أي: في (الذي).
(¬3) هو أبو الفتح عثمان بن جني سبقت ترجمته في الدراسة. نقل الواحدي عنه من كتاب "سر صناعة الإعراب" 1/ 353.
(¬4) في (ج): (وبائهما).
(¬5) مثل أبو الفتح لـ (من وما وأي) ثم قال: (فتعرف هذِه الأسماء التي هي أخوات الذي والتي بغير اللام، وحصول ذلك لها بما تبعها من صلاتها دون اللام يدل على أن (الذي) إنما تعرفه ...)، "سر صناعة الإعراب" 1/ 353.
(¬6) في (ب): (يعرفه).
(¬7) عند أبي الفتح (وأن اللام ..)، "سر صناعة الإعراب" 1/ 353.
(¬8) في (ب): (أن زيادتها).
(¬9) في (أ)، (ج): (تجوز) وأثبت ما في (ب)، لمناسبته للسياق.
(¬10) (لا يجوز حذفها) ليست عند أبي الفتح، 1/ 353.
(¬11) عند أبي الفتح (في الذي والتي ونحوها)، 1/ 353.

الصفحة 533