كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 1)

وبيان ما ذكرنا (¬1) من الآية أن معنى قوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} صراط القوم الذين أنعمت عليهم، ولو أريد وصف القوم (بأنعمت عليهم) لم يسهل، لأنه يصلح وصفا للنكرة (¬2)، فيصح في الكلام أن يقول: (¬3) (صراط قوم أنعمت عليهم) فلا يصلح أن يكون وصفا للمعرفة، فلما أريد ذلك (¬4) توصلوا إلى ذلك بـ (الذي).
جاءوا (¬5) بالحرف الذي وضع للتعريف (¬6)، فأولوه (الذي) (¬7) ليحصل لهم بذلك لفظ التعريف الذي قصدوه، ويطابق اللفظ المعنى الذي حاولوه (¬8).
وقوله تعالى: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}، إنعام الله تعالى: مَنُّه (¬9) وعطاؤه، و (النعمة) بالكسر اسم من أنعم الله عليه إنعاما ونعمة، أقيم الاسم مقام الإنعام، كما يقال: أنفق إنفاقا ونفقة (¬10).
¬__________
(¬1) هذا من كلام أبي الحسن الواحدي يبين فيه ما سبق ذكره عن (الألف واللام) في الاسم الموصول على لفظ الآية وهي قوله {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} فيربط إيراد هذِه المسألة النحوية بتفسير الآية.
(¬2) و (القوم) معرفة.
(¬3) في (ج): (تقول).
(¬4) أي: وصف المعرفة.
(¬5) الكلام من هنا لأبي الفتح، انظر: "سر صناعة الإعراب" 1/ 354.
(¬6) وهو (اللام) كما في "سر صناعة الإعراب" 1/ 354.
(¬7) (فأولوه الذي) ساقط من (ب).
(¬8) انظر بقية كلام أبي الفتح في "سر صناعة الإعراب" 1/ 354، وانظر: "أصول النحو" لابن السراج 1/ 261، 262.
(¬9) في (ب): (منته).
(¬10) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" مادة (نعم) 4/ 3615.

الصفحة 535