كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 2)

وسورة (الم الله) (¬1)، لأنه وقع الاشتراك، ولا يمنع احتياجهم (¬2) إلى ذكر القرينة أن يكون ذلك اسما له في الأصل. ألا ترى أنه إذا قال: رأيت زيدا، والسامع عرف (¬3) رجلين اسمهما زيد، فيقول: أيما (¬4) زيد؟ فيقول: الأزدي أو (¬5) التميمي (¬6). فلا يمنع هذا أن يكون (زيد) اسما (¬7) في الأصل لذلك الشخص، وإن (¬8) لم يحصل به التمييز حتى ذكر معه النسبة (¬9) عند وقوع الاشتراك، ويجوز تسمية الشيء ببعضه، أو بما هو من جملة معناه، كالقصائد التي تسمى بما افتتحت به كقولهم: (لخولة أطلال)، و (قفا نبك)، و (أما صحا) (¬10).
وقول الحسن (¬11) هذا مختار عند النحويين، من قبل أن الأسماء
¬__________
(¬1) عند الطبري (.. قرأت (الم البقرة). وفي آل عمران: قرأت (الم آل عمران) و (الم ذلك الكتاب) و (الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) الطبري 1/ 90.
(¬2) في (ب). (احتاجهم).
(¬3) (عرف) ساقط من (ب).
(¬4) في (ب): (أبا).
(¬5) في (ب): (و).
(¬6) انظر الطبري 1/ 90، وانظر "تأويل المشكل" لابن قتيبة ص 300.
(¬7) في (ب): (زيدا في الأصل).
(¬8) في (ب): (فإن).
(¬9) في (ب). (التشبه).
(¬10) قوله: (لخولة أطلال) مطلع معلقة طرفة بن العبد. انظر "شرح القصائد المشهورات" للنحاس ص 53. و (قفا نبك) مطلع معلقة امرئ القيس. انظر "شرح القصائد" ص 3. وقوله "أما صحا" لم أعثر عليها فيما قرأت.
(¬11) وهو أن الحروف المقطعة أسماء للسور، وهذا القول نسبه أكثر المفسرين لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه. انظر ما سبق ص 389.

الصفحة 22