كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 2)

والمراد بالبر: الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم (¬1).
و (النسيان) هاهنا بمعنى الترك (¬2) من قوله: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67] ويأتي بسط الكلام في النسيان ووجوهه عند قوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 67] (¬3) إن شاء الله.
وقال أبو إسحاق: معنى الآية أنهم كانوا يأمرون أتباعهم بالتمسك بكتابهم، ويتركون هم التمسك به، لأن جحدهم النبي - صلى الله عليه وسلم- هو تركهم التمسك (¬4). فالبر على هذا القول: التمسك بالتوراة.
وقال بعضهم: إن اليهود كانوا يأمرون الناس بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل ظهوره، فلما ظهر كفروا به (¬5)، فذلك قوله: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ} الآية.
وقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ}. أي: تقرؤون التوراة، وفيها صفة محمد -صلى الله عليه وسلم- ونعته (¬6).
{أَفَلَا تَعْقِلُونَ} أنه حق فتتبعونه (¬7).
¬__________
(¬1) ذكره ابن جرير عن ابن عباس "تفسير الطبري" 1/ 258، وابن الجوزي في "زاد المسير" 1/ 75، وقيل: البر: أمرهم أتباعهم بالتمسك بالتوراة، وقيل: أمرهم ببذل الصدقة وهم لا يفعلون. انظر: "معاني القرآن" للزجاج 1/ 95، "تفسير ابن عطية" 1/ 275، "زاد المسير" 1/ 75، "تفسير ابن كثير" 1/ 91.
(¬2) انظر: "تفسير الطبري" 1/ 259، و"تفسير ابن عطية" 1/ 275، "زاد المسير" 1/ 75.
(¬3) انظر: "البسيط" 1/ ل 237 (من نسخة إستانبول).
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 1/ 95، وفيه (التمسك به ..).
(¬5) ذكره الرازي، وقال هو اختيار أبي مسلم "تفسير الرازي" 3/ 46.
(¬6) "تفسير الثعلبي" 1/ 68 ب، وانظر: "تفسير الطبري" 1/ 259، و"تفسير البغوي" 1/ 88.
(¬7) في (ج): (فتبيعونه).

الصفحة 449