كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 2)

اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم:19, 20]
وقال (¬1) العجاج:
وكُلُّ أُنثَى حمَلَتْ أَحجَارَا (¬2)
فسماها أنثى لتأنيثهم لفظها. وكذلك قول الفرزدق:
وَكُنَّا إذَا الجَبَّار صَعَّر خَدَّه ... ضَرَبْنَاهُ دونَ الأنْثَيَيْنِ علَى الكَرْدِ (¬3)
أراد بالأنثيين الأذنين (¬4). قلت: أطال أبو علي الكلام في تأويل قول
¬__________
(¬1) في (ب) (قال) بسقوط الواو.
(¬2) الرجز في (الحجة) وقبله: أَوْرَدَ حُذًّا تَسْبِقُ الأَبْصَاراَ.
وليسا متتاليين في (الديوان) , بل بينهما أبيات وفيها يصف المنجنيق والْحُذْ: السهام البُترْ, وكل انثى: يعنى المنجنيق, يقول: يُرْمي بالمنجنيق فيخرج الحجر من بطن الجلد, كما يبقر بطن الحامل عن الولد. ورد في "الحجة" 2/ 55, "المخصص" 13/ 189, "اللسان" (حجر) 2/ 785, "ديوان العجاج" ص 416.
(¬3) رواية البيت في "ديوان الفرزدق" وبعض المصادر:
وكُنَّا إذا القيسي نب عتوده ... ضربناه فوق ...............
"ديوان الفرزدق" 1/ 178, وله بيت آخر:
وَكُنَّا إِذَا القيسى صَعَّر خَدَهُ ... ضَرَبْنَاهُ حَتَّى تَسْتَقِيمَ الأَخادِعُ
"الديوان" 1/ 420, ويظهر انه حصل خلط بين البيتين فكثرت الرواية فيهما. قال ابن قتيبه في "المعاني الكبير": ويروي لذي الرمة. وقوله: نب عَتُودُه: تكبر, والعَتُودُ: الجدي الذى بلغ السفاد, صعر خده: أماله كبرا. الأنثيان: شحمتا الأذن, والكَرْد: أصل العنق. انظر: "المعانى الكبير" 2/ 994, "الحجة" 2/ 56, "جمهرة اللغة" 3/ 1322, "إعراب ثلاثين سورة" ص 277,"المخصص" 1/ 82, 5/ 190, 16/ 203, "المجمل" (أنث) 1/ 104, "اللسان" 7/ 4317, (نبب) 1/ 146 (أنث) , 7/ 3849 (كرد) , 7/ 3961 (كون).
(¬4) انتهى ما نقله عن أبي علي من "الحجة" 2/ 53 - 56.

الصفحة 484