كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 2)
وقيل: عرضوا عليهم من السوم الذي هو عرض السلعة على البيع (¬1).
وقال أبو عبيدة: يسومونكم: يولونكم، يقال: سُمْته الذل، أي: أوليته إياه (¬2).
و {سُوءَ العَذَابِ}: ما ساءهم، والسوء اسم جامع للآفات والدواء (¬3).
والزجاج وغيره: سوء العذاب: شديد العذاب (¬4)، وقد فسره بقوله: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَائَكُمْ}. وأصل الذبح في اللغة: الشق (¬5)، ومنه:
فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحتْ فِي سُكِّ (¬6)
وقال الهذلي (¬7):
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (سام) 2/ 1600، "اللسان" (سوم) 4/ 2157.
(¬2) "مجاز القرآن" 1/ 40، "تفسير الغريب" لابن قتيبة ص 48.
(¬3) ذكره الأزهري عن الليث. "التهذيب" (ساء) 2/ 1583، وانظر: "تفسير الطبري" 1/ 271.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 1/ 100، وانظر: "تفسير الثعلبي" 1/ 70 أ، و"تفسير أبي الليث" 1/ 117، و"العمدة في غريب القرآن" لمكي ص 75. قال الطبري: وقد قال بعضهم: أشد العذاب، ولو كان ذلك معناه لقيل أسوأ العذاب. "الطبري" 1/ 271.
(¬5) "تهذيب اللغة" (ذبح) 2/ 1267، "اللسان" (ذبح) 3/ 1488.
(¬6) بيت من الرجز لمنظور بن مرثد الأسدي، وقبله:
كَأَنَّ بَيْنَ فَكِّهَا وَالْفَكِّ
يصف طيب رائحة فم امرأة.
و (الفك): عظم الحنك. (فأرة المسك): الأناء الذي يكون به المسك شبه بالفأرة، (ذبحت): شقت. (في سك): نوع من الطيب. ورد في "التهذيب" (ذبح) 2/ 1268، "المخصص" 11/ 200، 13/ 39، "اللسان" (ذبح) 3/ 1486، "شرح المفصل" 4/ 138، 8/ 91، "الخزانة" 7/ 468.
(¬7) هو أبو ذؤيب.
الصفحة 495