وباب (الاتخاذ) يجوز أنه يكون أصله الواو كالاتزان والاتقاء و (¬1) الاتضاح؛ لأن الأخذ، قد جاء فيه لغتان (¬2)، كما قالوا: أكدت ووكدت، وأوصدت وآصدت (¬3)، وقد مر هذا مشروحاً في قوله: {هُدًى لِلمُتَّقِينَ} [البقرة:2] (¬4).
واختلف القراء في هذا الحرف، فقرأ بعضهم بالإظهار (¬5)؛ لأن (الذال) ليس من مخرج (التاء) (¬6) إنما هي من مخرج (الظاء)، و (الثاء) فتفاوت ما بينهما إذ كان لكل واحد من الذال والتاء مخرج غير مخرج الآخر (¬7). وأما من (¬8) أدغم فحجته: أن هذين الحرفين لما تقاربا فاجتمعا في أنهما (¬9) من طرف اللسان وأصول الثنايا، حسن الإدغام، لقرب حيز كل واحد منهما من الحيز (¬10) الآخر.
¬__________
(¬1) (الواو) ساقطة من (ج)
(¬2) ذكره أبو علي في "الحجة" حيث قال: (أخذ) قد جاء فيه لغتان في (الفاء): الواو والهمز، كما جاء: آكدت ووكدت ..) "الحجة" 2/ 73، 74.
(¬3) في (ب): (ووصدت).
(¬4) البقرة: 2.
(¬5) قرأ بالإظهار ابن كثير وعاصم في رواية حفص, انظر "السبعة":ص155, "الحجة" لأبي علي 2/ 67, "التيسير": ص 44.
(¬6) في "الحجة" (ليس من مخرج التاء والطاء) 2/ 75.
(¬7) "الحجة" لأبي علي 2/ 75. وانظر:"الحجة" لابن خالويه: ص77."الكشف" لمكي 1/ 160.
(¬8) قرأ بالإدغام بقية السبعة عدا ابن كثير وعاصم في رواية حفص, انظر"السبعة" ص 155, "الحجة" لأبي علي 2/ 67, "التيسير": ص 44, "الكشف" 1/ 160.
(¬9) في (ب): (فاجتمع أنها).
(¬10) في (ب): (حيز). "الحجة" لأبي علي 2/ 75. وانظر: "الحجة" لابن خالوية: ص 77, "الكشف" 1/ 160, وقال مكي: إنهما (اعتدلا في القوة والضعف).