كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 2)

فيه أصلاً، وكما أنشده (¬1) سيبويه:
وَطِرْتُ بِمُنْصُلِي (¬2) فِي يَعْمَلاَتٍ ... دَوَامِي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّريِحَا (¬3)
يريد: الأيدي (¬4). وأنشد أيضًا:
وَأخُو الغَوَانِ مَتى يَشَأْ يَصْرِمْنَهُ ... وَيَكُنَّ أَعْدَاءً بُعَيْدَ وِدَادِ (¬5)
يريد: الغواني فاجتزأ بالكسرة من الياء، والنداء بهذا أولى لأنه باب حذف.
وقوله تعالى: {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} أي نقصتم حظ أنفسكم باتخادكم العجل إلها (¬6)، فحذف أحد المفعولين، وقد مضى بيانه (¬7).
¬__________
(¬1) في (ب): (أنشد).
(¬2) في (أ)، (ج) (لمنصلي) وما في (ب) موافق لرواية البيت في أكثر المصادر.
(¬3) البيت غير منسوب في "الكتاب"، ونسبه في اللسان لمضرس بن ربعي. (المنصل): السيف، و (اليعملات): جمع يعملة، وهي الناقة القوية على العمل و (السريح): جلود أو خرق تشد على أخفاف الناقة إذا حفيت من شدة السير، ورد البيت في "الكتاب" 1/ 27، 4/ 190, "المنصف" 2/ 73, "الخصائص" 2/ 269. 3/ 133, "الإنصاف" 2/ 429, "الخزانة" 1/ 242, "اللسان" (جزز) 1/ 615, و (خبط) 1039, و (ثمن) 1/ 59 و (يدى) 8/ 4951.
(¬4) فحذف (الياء) لضرورة الشعر وبقيت الكسرة تدل عليها. انظر:"الكتاب" 1/ 27.
(¬5) في (ب): (واداد). البيت للأعشى (قيس من ميمون) وفيه يصف النساء بالغدر وقلة الوفاء والصبر, يقول: من كان مشغوفًا بهن مواصلاً لهن, إذا تعرض لما يسبب صرمهن سارعن إليه لتغير أخلاقهن. البيت من شواهد سيبويه 1/ 28, وورد في "المنصف" 2/ 73, "الإنصاف" ص 329, ص 419, و"الهمع" 5/ 344, "الخزانة" 1/ 242, "اللسان" (غنا) 6/ 3310, وديوان لأعشى ص 51.
(¬6) انظر: الثعلبي في "تفسيره" 1/ 73 ب, والبغوي في "تفسيره" 1/ 73.
(¬7) مضى في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ} [البقرة: 51].

الصفحة 530